‏إظهار الرسائل ذات التسميات ديمقراطية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ديمقراطية. إظهار كافة الرسائل

27‏/4‏/2013

خلاف المفكرين حول قضية الديمقراطية

رأينا : موضع مهم يتطلب اماطة اللثام عن الاسلام السياسي حتى تظهر الديمقراطية الاسلامية , فهي بحق ام الديمقراطيات و لكن كيف لنا ان نصدق ذلك او نعيها حقا و النماذج التي نراها تطبق الاسلام السياسي بعيدة كل البعد عن مقاصد الشريعة الاساسية الخمسة .
بل كيف لانسان عاقل ان يصدق  بان الاسلام ابو الديمقراطية و هو يرى اضطهادا للمرأة هناك و تمييزا ضد الاقليات غير المسلمة هنا .
ما نحن بحاجة اليه المزيد من البحوث و الدراسات و المزيد من التاصيل و التقريب بين مفهومي الشورى و مفهوم الديمقراطية لوضع لبنات اسس عملية ينطلق منها الاسلام السياسي .


خلاف المفكرين حول قضية الديمقراطية
ا د احمد التل
يرى الدكتور (خالد بن عبد العزيز شريدة) أنه تبرز في ساحتنا الثقافية عدة توجهات وتيارات تنظر إلى ‏كثير من الأمور نظرات مختلفة جداً.

31‏/5‏/2012

مقالة اعجبتني " الشعب يريد الاستقرار "


أعتقد علينا أن نتوقف عن استخدام المصطلحات التالية: الدستور، الديمقراطية، دولة المؤسسات المدنية، القانون، السلطات الثلاث، وكل مصطلح له علاقة بأنظمة الدول المتقدمة حتى نتعلم المعنى الحقيقي الفعلي لتلك الكلمات ومتى ما أصبحنا نعرف كيف نوظفها حسب مفاهيمها الواقعية من خلال أنشطتنا اليومية، حينها قد لا نحتاج لان نتلفظ فيها الا ما ندر!. وعلينا أيضا أن نتوقف عن مقارنة واقعنا الفعلي مع الواقع الفعلي لتلك الدول التي تقدر وتثمن ماهية تلك المصطلحات حتى أصبح لها نظام واضح وحتى لا نظلم مجتمعات و« أوادم» تلك الدول!. وعلينا أن نعترف أننا شعب نحب الهذرة ونبتكر الهذيان ولا ننتج الا الفذلكة. يا جماعة الخير، هل العوامل المشتركة التي تربطنا كمواطنين تمزقت أوصالهم وأصبح لا هم لهم الا ان يهدموا «بيتهم» الكبير بأيديهم؟!. وهل منكم أحد لا يرغب في أن يكون «الاستقرار» العامل المشترك بين الجميع؟!. 
لا أعتقد أن أحدا منكم وبعد عودته من عمله يتمنى أن يرى زوجته وأبناءه تغمرهم مشاعر التعاسة والخوف والقلق والحزن بعد أن تركهم في قمة السعادة والمحبة والاطمئنان وفي حفظ الله وأمنه قبل أن يغادر بيته في الصباح!. ببساطة «الاستقرار» يعني امكانية الاعتماد على الحكومة في أن تكون غدا أو بعد سنة أو سنوات أفضل مما هي عليه اليوم، لكن هذا المطلب لا يمكن ان يتحقق في ظل مجلس اتخذ منهج العنف السياسي واتبع الدبلوماسية العدوانية العدائية المفرطة حتى أصبح الشعب غير قادر على الاستفادة من وجود الحكومة وكأنها منعدمة!. ولو أن غاية المجلس هي أن يستفيد الشعب من وجود الحكومة لكان عليه أن يأتي على محاسبتها عندما تخفق في توفير سبل الراحة للمواطنين حين يكون أعضاؤها ينعمون براحة البال ونفسياتهم مطمئنة وشؤونهم الادارية مستقرة!. 
من يعتقد أن ممارسة العنف السياسي المفرط ضد الحكومة وبدون توقف لا تؤثر على الوزراء ولا تؤخر مشاريع التنمية وتنفيذ خططها المستقبلية، لربما هو فاقد للشعور لا يميز بين القلق والاطمئنان وبين الفرح والجزع!. الصراحة «ملينا» والشعب يريد الاستقرار.

12‏/4‏/2012

متى يكون لدينا قانون انتخابات نموذجي نمارس من خلاله دوراً ديمقراطياً ؟


نادراً ما تناقش المجتمعات الديمقراطية تفاصيل قوانينها الانتخابية و اّلية توزيع مقاعدها البرلمانية تاركة هذه المسائل و التعديلات لما يواكب تطور الفكر البشري و النظام الإجتماعي لديها , بينما ما زلنا في الأردن نناقش تفاصيل القانون الانسب و نقف كثيراً عندها ؟
فعملية اخراج قانون إنتخابات مثالي يلبي طموح الاردنيين بحيث يكون مراّة حقيقية لهم ( فيما لو إفترضنا قيام نهضة إجتماعية للمطالبة بنهضة برلمانية حقيقية )  ليست بالعملية الصعبة و القيصرية فيما لو أشرف على ولادتها لجنة مستقلة يتصف أعضائها بالمهنية و النزاهة و الحيادية , تستند في هديها الى فكر ديمقراطي تنموي يقدم المصلحة العامة للوطن ككل , تؤسس لقانون إنتخابات يسهل و ينمي العملية الإنتخابية بما يساعد على تمكين صفوة و نخبة المجتمع من خدمة الوطن .
لا أن تستند الى إجتهادات سياسية و صكوك ولاءات و جوائز ترضية كطابع روحي يغلب على القانون الإنتخابي .
و يجدر بنا قبل الخوض في مثالية القانون الأنسب لمجتمعنا و التوزيع الأمثل لمناطقه أن نخوض في روح قانون الإنتخاب لدينا و هي مسألة أهم من تفاصيل القانون ذاته و هي مسائل تتعلق بالغاية من القانون و المعايير التي إستند إليها المشرع عند صياغة تفاصيله , فهي لب القانون و من خلالها تتضح رؤية و غاية المشرع من القانون و معرفة طبيعته , هل هو قانون تنمية سياسية ام قانون وصاية سياسية للوقوف على دور و مكانة صوت المجتمع و ناخبيه.
فروح القانون و سهولة ولادة قانون إنتخابي مثالي مرهونان بتذليل عقبات رئيسية ثلاث لا ينفك المشرع الأردني و أصحاب القرار يدوران في فلكهما,  عنوانها عقدة و نظرية التبعية التي تكاد تكون متلازمة مع كل القوانيين العاملة و النافذة في الأردن و التي يمكن حصرها تفصيلاً ب :
  1. عدم وجود إرادة سياسية حقيقية لدى صانعي القرار بإخراج قانون إنتخابي مثالي لأن وجود قانون مثالي سيساعد في المستقبل القريب على وجود أذان منصتة و عيون منفتحة و لسان ناطق و هو ما يمكن وصفه بالمجلس النيابي الناجح .
  2. إلغاء صكوك الولاءات من روح قانون الإنتخابات يتطلب تعاوناً من شيوخ العشائر الأردنية و المتنفذين  لتقديم تنازلات مكتسبة ( مقاعد نيابية محددة بالعدد و بالاسم احياناً لابناء المنطقة و العشيرة ) لتغليب روح المصلحة العامة .
  3. إخراج قانون يتطلب مزيدا من الوعي بين المواطنين بحيث يجد مبدأ تغليب المصلحة العامة مكانا له , فممارسة العملية الانتخابية الشاملة و عملية إختيار المرشح لا تقل أهمية عن القانون ذاته بل تفوقه اهمية في بعض الاحيان .
إن تذليل العوامل السابقة ( وجود الارادة و تقديم التنازلات و الوعي المتزايد ) سيساعد يقيناً على إخراج قانون إنتخابات مثالي ذو معايير محققة للإنتخابات النزيهة و الحرة حتى و إن لم نتلمس نتائجه من دورة او دورتين إنتخابية  ( لحين ترسيخ مفاهيم و قيم النزاهة و الشفافية و ترسب ثقافة تغليب المصلحة الخاصة),  الا انه يقيناً سيجد النور يوماً ما .
يومها سنجد كم هي العملية الإنتخابية سهلة و محفزة للتنمية السياسية و البرلمانية .
أليس من السيْ ان يكون للعاصمة عمان التي تضم أكثر من ربع سكان الاردن تقريباً اقل من ربع مقاعد مجلس النواب !!!
أليس من السيْ أن يكون لمنطقة تعدادها السكاني اكثر من مائة و عشرين الف ناخب مقعد نيابي واحد كما في منطقة الأغوار الشمالية و الغريب أن هذه المنطقة تحديداً تحتاج الى عناية أكثر من غيرها من برامج تنمية مما يعطي مؤشراً مهماً أن مشرع قانون الإنتخابات لم يراعي التوزيع العادل و عامل التنمية البشرية .
أليس من السيء أن نسمع عن وجود منحة للقائمة حزبية تضم خمسة عشر مقعداً او خمسين و التنمية السياسية النموذجية لأي مجتمع تنادي بضرورة أن تقود الأحزاب العملية الانتخابية الى جانب المرشحيين المستقليين من المواطنيين .
أليس من السيء أن نسمع عن مصطلح ( تخصيص مقاعد للشركس و الشيشان و مقاعد للمسيحيين – النساء ) كمؤشر يعطي إنطباع لنا بأننا نعيش في دولة فصل عنصري و ان هنالك أقليات و طوائف و تمييز ضد النساء و ضد البعض ينبغي العمل على وأدها من خلال رفع شانها و إبرازها نيابياً  ) مع العلم ان المشرع الأردني زيًن الدستور الاردني بعبارات جميلة تنظر الى جميع المواطنيين و تعاملهم على قدر واحد من المساواة في الحقوق و الواجبات . خصوصا اذا ما علمنا ان صوت المواطن الشيشاني او الشركسي أو المسيحي سيذهب تلقائيا لصالح مرشحه الذي ينتمي اليه !!!
أليس من السيْ عدم وجود شروط خاصة للمرشحيين تميز الكفاءة و النزاهة في قوانيننا الانتخابية تساعد على تمكين النائب الكفؤ من تمثيل الأردن قبل أن يكون ممثلاً لمنطقته , و في المقابل ما زال القانون يذكر شرط جباية مبلغ معين من النائب كاحد شروط الترشح !!! في مقارنة مجازية لرؤية المشرع !!!
كثيرة هي السيئات في قوانيننا الإنتخابية التي لم تراعي تطور فكرنا البشري و لم تراعي إستحقاقات الوعي المتزايد للمجتمع و تطلعاته التي تم تبنيها فقط بعبارات جميلة من خلال الدستور و غابت عن التطبيق على أرض الواقع .
سنحت لنا الفرصة مؤخراً برؤية قانون أنتخابات أردني و لكنه للأسف كان مليئاً بالثغرات و بالتعديلات الشكلية في محاولة للإلتفاف على المثالية الواقعية للقوانيين النزيهة و الحرة و إصرار على بقاء روح قانون الأنتخابات مستمد من مفهوم الراعي و الغنم !!!

1‏/3‏/2012

شعارنا : عدالة عمياء و ديمقراطية صماء


تعلمت شيئاً واحداً من واقع عدالتنا و ديمقراطيتنا الزائفتين ... حيثما وجدت هذين الشعارين أو سمعتهما من شخص . فانا على يقين بأنه لا يوجد حينها عدالة أو ديمقراطية ...
فالعدالة و الديمقراطية ليسا شعارين مكتوبان فقط و إنما يثبتنان من خلال واقع عملي و مطبق .


فشعاري العدالة و الديمقراطية نكاد نراهما أينما ذهبنا في عالمنا العربي ... داخل محاكمنا حيث نجد مكتوباً " وان حكمتم بين الناس أن تحموا بالعدل " و في شعاراتنا و خطبنا السياسية التي تتبناها أنظمتنا السياسية , حيث غالباً ما نسمع عن وجود ممارسات ديمقراطية و قوانيين تحفز و تنمي الديمقراطية.
ما نجده في الواقع مخالف لذلك شكلاً و مضموناً ... فالعدالة قاصرة و تكاد تطول البعض منا دون الأخر , و تكون نائمة حيثما ينبغي لها أن تكون يقظة , و تكون يقظة بل و يقظة جداً حيثما لا يتطلب الأمر مثل هذه اليقظة .
و هاهي أنظمتنا السياسية تصدح بصوتها صباحاً مساءاً عن تبنيها لمماراسات و قوانيين ديمقراطية من شاًنها اًن تعمق مشاركة المواطن و تعطيه قدراً كافياً من حرية الراي و التعبير و لكن للأسف ما نراه هو دائرة واحدة نمارس داخلها ممارسة ديمقراطية يمنع علينا ان نخرج من محيطها  . 

18‏/2‏/2012

مطبات ديمقراطية في مشروع الدستور السوري الجديد


الاعلام السوري يروج لتعديلات دستورية ( شكلية ) في محاولة للتاثير على الراي العام علما ان هذه التعديلات شكلية فقط و لا ترتكز الى مبادىء ديمقراطية و لا تشير الى انتقال سلمي للسلطة .

فكيف يكون هنالك انتقال للسلطة و للرئيس حق البقاء في المنصب لواحد و عشرين سنة ( ثلاث فترات رئاسية) و كيف يكون هنالك فصل للسلطات اذا كان الرئيس يملك حق اقتراح ( كلمة تجميلية لمصطلح فرض ) بنود الدستور و يوافق عليه مجلس الشعب( الموالي و المعين ) و كيف يكون التعديل دستوريا اذا كان مقترنا بموافقة الرئيس علما ان التعديلات و التشريعات هي ن اختصاص السلطة التشريعية .

مازالت سوريا بعيدة و غير مؤهلة لدخول النادي الديمقراطي .و ثورتها تقترب اكثر فاكثر من تحقيق هدفها 

من مشروع الدستور السوري الجديد:
-تنتهي مدة ولاية رئيس الجمهورية الحالي بانقضاء سبع سنوات ميلادية من تاريخ أدائه القسم الدستوري رئيساً للجمهورية، وله حق الترشح مجدداً لمنصب رئيس الجمهورية وتسري عليه أحكام المادة / 88 / من هذا الدستور اعتباراً من الانتخابات الرئاسية القادمة.
هذه المادة تعني عند انتهاء الفترة الرئاسية الحالية يحق للسيد الرئيس الترشح لولايتين جديدتين.
-من مشروع الدستور الجديد لمن يسأل عن كيفية تعديل أحد بنوده في حال إقراره:
تعديل الدستور
المادة الخمسون بعد المئة
  1. لرئيس الجمهورية كما لثلث أعضاء مجلس الشعب حق اقتراح تعديل الدستور.
  2. يتضمن اقتراح التعديل النصوص المراد تعديلها والأسباب الموجبة لذلك.
  3. يشكل مجلس الشعب فور ورود اقتراح التعديل إليه لجنة خاصة لبحثه.
  4. يناقش المجلس اقتراح التعديل فإذا أقره بأكثرية ثلاثة أرباع أعضائه عُدًّ التعديل نهائياً شريطة اقترانه بموافقة رئيس الجمهورية

13‏/12‏/2011

تحديات العمل الحزبي في الاردن


 العمل الحزبي الحقيقي هو علاقة احترام و ثقة و تعاون متبادلة  بين الاحزاب و الحكومات سواء عند الاختلاف ام عند الاتفاق .

العمل الحزبي الحقيقي هو معيار حقيقي لمستوى التنمية الديمقراطية - الاجتماعية  و الثقافية  التي وصل اليها ذلك او ذاك المجتمع .

العمل الحزبي الحقيقي الذي تطمح اليه الدول  هو مشاركة المجتمع في عملية صناعة القرار السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي للمجتمع حيث تعتبر الاحزاب مرأة المجتمع و نبضه و الناطق الشرعي باسمه و مطالبه .

العمل الحزبي بوجوده يعتبر تطبيقا حكيما و حقيقيا للتعبير و الراي الديمقراطي .

العمل الحزبي يعتبر معاونا و مكملا للمساعي الحكومية التي تهدف الى خدمة المجتمع

العمل الحزبي يعتبر ناقوس خطر  للحكومات و سلطة شبه رقابية على اداء الحكومات .

العمل الحزبي هو تنمية لمهارات المجتمع من خلال اتاحة العمل التطوعي و المشاركة التفاعلية الحية في الانشطة العملية و العلمية .

العمل الحزبي الحقيقي هو علاقة احترام و تكامل متبادلة بين المواطنة  و الانتماء للمجتمع

العمل الحزبي هو تبني للكفاءات و تنميتها و وسيلة هادفة لتقديم الابتكارات و الحلول للمجتمع و للحكومات على حد سواء .

العمل الحزبي الحقيقي هو من يستوعب جميع شرائح المجتمع بدون اي تمييز عنصري يقوم على الاصل او التبعية الدينية او الجنس او الاعاقة .

العمل الحزبي هو من ياتي مكملا لحاجة او منفذا لحاجة و لا يابى ان يكون جانبا او مهمشا

و بعد :

ان وجدنا ذالك في مجتمعنا فاعلم ان الحكومة واعية و تريد الاحزاب و ان المجتمع واع بان اخرج احزاب ناضجة تريد العمل و التعاون و ان المواطن واع لانه انضم الى تلك الاحزاب .

ان لم نجد ايا من مفاهيم العمل الحقيقية المذكورة اعلاه , مطبقا او موجودا على ارض الواقع فاعلم ان الحكومة لا تريد احزابا حتى و ان وجدت فوجودها صوري و برواز ديمقراطي ليس الا .
و اعلم ان المجتمع غير واع لانه اخرج مثل هذه الاحزاب و هو يعلم او لا يعلم بانها ديكور ديمقراطي .
و ان المواطن غير واع لانه جزء من ذلك المجتمع .

31‏/10‏/2011

سلاح القتل الاجتماعي في الأردن / 3- ثقافة الانتخاب المبنية على المحاباة



الانسان جزء من المجتمع و هو الاساس  .... و لكن المجتمع ليس كذلك و معالجة سلبية الفرد الواحد كفيلة باصلاح المجتمع ككل ... و من الخطا الطبيعي فرض حزمة من الاصلاحات على المجتمع دون التعامل مع الفرد الاساس  حتى و ان كانت على شكل قوانين عامة و رادعة .


فاذا اردنا ان تعالج سلبيات المجتمع فلا نركز عليها دون التطرق الى الايجابيات التي حققها ... فذلك اقدر على فهم اجتياجاته  من جهة و تحديد السلبيات بشكل دقيق و تحديد طرق معالجتها .


فالانسان بطبعه لا يحب الانتقاد كما يحب المدح ... و لمعالجة اي سلبية لديه يتوجب اختيار الاسلوب الامثل للنقد و الذي يسبقه توصيف لايجابياته و الضرر الذي من الممكن ان تتركه السلبيات على ايجابياته و بالتالي على مسيرة تقدمه .


و من السلبيات العامة تعالج بخطاب الفرد الواحد باسلوب التعميم  : 
ثقافة الإنتخاب المبنية على المحاباة او المصالح الشخصية 
( انتخاب ابن العشيرة و العائلة على حساب الكفاءة )



و لمعالجة مثل هذه الثقافة السلبية الدارجة للاسف داخل المجتمع الاردني فان الخطاب يجب ان يكون موجها للفرد , من خلال وسائل عملية مثل :


توزيع بروشورات دعائية و تقديم برامج اذاعية و تلفزيونية تتخصص في عرض و شرح :


1- عمل استبيان عام مصغّر للوقوف على النسب التقديرية الموجودة و التوزيع الجغرافي لها  و استمزاج الأراء حول كيفية معالجة مثل هذه الظاهرة .


2- اظهار و شرح مسئولية الفرد الدينية و الاخلاقية تجاه انتخاب اصحاب الكفاءات و ضرورة تحري المصداقية و الامانة و حسن السيرة لدى المرشحين كمعيار اساسي في عملية اختيار المرشح .


3- اظهار الانجازات التي حققها الاردن من تمكين لحق الانتخاب و الترشح و ضرورة الاستفادة من هذا الحق في سبيل انتخاب مرشح يكون قادرا على حماية هذا الحق اولا و على زيادة حقوق الافراد ثانيا .


2-اظهار المستوى التعليمي المرتفع الذي وصل اليه الفرد و المجتمع و ضرورة اختيار مرشحين يعكسون الصورة الحقيقية لهذا المستوى .


3- شرح حاجة الوطن الى مرشحين اكفاء قادرين على المسائلة و المطالبة و حمل المسئولية لبناء المجتمع  و دورهم في مساعدة السلطات التنفيذية و القضائية الهام في اكمال عملية التنمية و التطور.


4- شرح سلبيات استمرار بقاء مثل هذه الثقافة و تاثيرها على الاستغلال الوظيفي - تعثر مسيرة التنمية - تغول و تداخل السلطات التنفيذية و القضائية و التسريعية - تاثيرها في الحد من تطور العملية السياسية و الديمقراطية للمجتمع .... الخ من خلال وجود ممثلين غير اكفاء و غير قادرين على تحميل المسئولية .


5- اظهار الايجابيات التي من الممكن ان تتحقق و بشكل اضطرادي مع انخفاض نسبة انتشار هذه الثقافة السلبية على الفرد المجتمع و الوطن .


و بعد ,,, فان معالجة مثل هذه الثقافة و بشكل عملي يعد من لبنات بناء الاصلاح الحقيقي المنشود في الأردن حتى و إن كانت معالجتها تتطلب وقتا اطول مما احتاجت اليه لتنتشر و لكن قطف نتائج مثمرة تعود على الفرد و على المجتمع و على الوطن بالخير تستحق حتى وقتا اطول في سبيل تحقيقهها .


فمن لا يحلم منا برؤية الفرد يصنع قراراه المستقل و من منا لا يحلم برؤية ممثلين اكفاء حقيقين و من منا لا يحلم برؤية مجالس منتخبة تعمل بشكل افضل و قادرة على تحمل مسئوليتها .


من منا لا يحلم برية مجالس تفرض قوانين انتخاب سليمة و قادرة على المسائلة و التحري عن مصالح الفرد و المجتمع و الوطن .


و من منا لا يحلم برؤية  مجتمع و و طن معافى و سليم تمارس فيه العملية الانتخابية بطرق سلمية و صحية .


اليس ذلك افضل من الخوض في صراع مع  السلطة التنفيذية و اتهامها بانها تغولت في عمل السلطة التسريعية و فرضت مجلسا نيابيا او بلديا لا يعبر عن رؤية و طموح المواطن ؟؟؟


و لنتخيل ان حزمة الاصلاح قد فرضت دفعة واحدة على المجتمع كما اشرنا في بداية الموضوع فما النتيجة المتوقعة ...


1- استجابة السلطات التنفيذية لمطالب حل المجالس او البرلمان او الحكومة و استبدالهم بنتاج ثقافة سلبية مازالت مستمرة و كان العملية ليست الا مجرد استبدال للوجوه .


2- لن يختلف الاداء السلبي للممثلين الجدد  ( المترشحين او المنتخبين ) عن سابقيهم .


3- سيبقى الفرد و المجتمع و الوطن يحلم بوجود ممثلين حقيقين .


4- بقاء قرار الفرد في تمكينه من ممارسة حقه غير مفعل .


5- تباطىء عجلة التنمية داخل المجتمع .


6-  و غيرها الكثير من النتائج السلبية 


فما الفائدة المرجوة اذا من من استجابة لحل البرلمان او المجالس ؟؟؟


مصطلحات سلبية منتشرة نتجية انتشار هذه الثقافة :

بيع الصوت - مرشح ابن العائلة او العشيرة - مجلس لوردات عشائري - تزوير انتخابات - ممثلين معينين بالتعيين - مناسف - قوائم مزورة - مجلس نواب حكومي .


الية العمل المتوقعة لمعالجة هذا السلاح الاجتماعي القاتل في الاردن:


1- الجهة المنفذة للمشروع : المركز الوطني لحقوق الانسان و / او وزارة التنمية السياسية
2- الوقت اللازم لتنفيذ المشروع : عام  و لغاية عامين.
3- التكاليف : تقدر ميزانية عامة  حسب المختصين و القائمين على البرنامج 
4- التمويل : الحكومة الاردنية و / او القطاع الخاص اذا وجدت جهة معنية او مهتمة بمعالجة مثل هذه الظاهرة .
5- الشركاء في البرنامج : الحكومة الاردنية - وسائل الاعلام .

18‏/10‏/2011

الإصلاح يتطلب الاعداد لمملكة جديدة ...

ان المملكة الجديدة هي الدولة التي تقوم على دعائم قوية و اسس عملية بعيدة عن شعارات غوغائية لم تعد تجدي , و أهم هذه الدعائم يتمثل بثقة و محبة و انتماء المواطن للارض و القيادة ... و حسبي ان هذه الدعامة تكون مفقودة حينما يشعر المواطن بانه عديم الوجود و لا قيمة معنوية له ... حينها يكون هذا المواطن اداة هدم ... لا اداة بناء .
 و يا ليت صناع القرار لدينا يتعظون من تجربة الاتحاد السوفيتي سابقا ... حيث بات المرء يخشى ان ينطبق حال المواطن السوفيتي سابقا على مواطنيينا ... فالحال ليس ببعيد عنهم و لم يعد بالمستحيل .
 حيث لم تعد لقوة و امكانيات الدولة عبرة امام زئير و غضب المجتمع الذي حقق نسب عالية في الفقر و البطالة و اختلاف الراي ...
فالسوفييت كانوا يمتلكون من المال و القوة الكثير و الكثير , و لكن انعدام قيمة المواطن لديهم ساهم في هدم الدولة عن بكرة ابيها ... بل ساهم المواطن نفسه في هدم اسس الدولة و خرج مهللا الى الشوارع و مبتهجا بانهيار دولته .
 ان مملكتنا الحبيبة اشبه ما تكون بباقة ورد جميلة يتكون منها المجتمع الاردني بثقافاته و فكره المتنوع ... و نظامنا الملكي هو ضمانة عدم تناثر ورود هذه الباقة الجميلة فلنحافظ عليها متماسكة و لنحافظ على ربيعها و رائحتها و جاذبيتها .... و لا يكون ذلك الا بنهضة شاملة تحمي النظام و تحمي المجتمع و تحمي المواطن ... و برأي الشخصي أن ما يقدمه النظام الملكي من تنازلات للشعب فانها لا تعتبر خسارة جولة او خسارة لمكسب بقدر ما هو تقرب من المجتمع و المواطنيين و دلالة على وجود اذان صاغية تستمع و تستجيب لهذا المجتمع و نداءاته و بالتالي يكون المجتمع و النظام متضامنين و كفيلين و متحدين في السراء و الضراء .
لا اعتقد ان تغيير شخص رئيس الحكومة كفيل باصلاح الوضع الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي في الاردن , و بخلافه فان الاجراءات و التغييرات التي تتخذ لا تتعدى عملية ارضاء و جبر للخواطر و اسكات لبعض الاصوات المطالبة بالاصلاح خصوصا تلك التي اقحمت مصالحها الشخصية مع الاصوات الداعية للإصلاح و لمكافحة الفساد ...
 فالاصلاح كلمة فضفاضة و واسعة و الأردن للأسف بحاجة الى اكثر من برنامج اصلاحي ... فالنظام الاجتماعي يحتاج الى اصلاح ( فالفقر و المحسوبية وثقافة نهب المال العام ) يحتاج الى برنامج توعية و تشديد في الإجراءات و تعديل للقوانيين تمكن المواطن العادي من طرح سؤال " من أين لك هذا ...
 و النظام الاقتصادي يحتاج الى اجندة اصلاحية خاصة به ( فالبطالة و المديونية العالية جدا و ضياع مؤسسات وطنية كبيرة بثمن بخس يحتاج الى اجندة تراجع الخلل و التشريعات و تستعيد ثروات الوطن ) .
و النظام السياسي يحتاج الى اجندة اصلاحية خاصة به ( فتداخل السلطات و شكلية قرار الحكومة و ثقافة الانتخابات الدارجة و توريث المناصب و قوانين تشكيل الاحزاب و قانون الانتخابات و اطلاق للحريسات العامة و منع تدخل الاجهزة الامنية في الحياة العامة كلها بحاجة الى اعادة مراجعة و تحديث شاملة )
 و النظام التعليمي يحتاج اكثر من غيره الى اجندة اصلاحية شاملة .... فكيف يعقل ان يكون الاردن متقدما على دول اوروربية على سبيل المثال بنسبة حملة الشهادات العليا بينما ما يزال يقبع في ادنى سلم التنمية على مستوى العالم .
 و النظام البيئي الاردني الماسوف عليه مهمل و لا يجد اهتمام كاف باستثناء جمعيات بيئية مبعثرة الجهود تعمل جاهدة على نشر التوعية و الدعوة للمحافظة على ما تبقى من ارض و ماء و طبيعة تبنض بالحياة , بل كيف يعقل ان يستورد الأردن مياه الشرب على سبيل المثال من دولة كاسرائيل .
 كثيرة هي الانظمة التي تحتاج الى مراجعة و تحديث بما يوكب مصلحة الوطن و المواطن .... لا من يواكب التطور و التمدن فقط ...
 ان الدعوة الى معالجة مكامن الخلل تعني معالجة جذور الفساد و الخلل .... و لا يكون ذلك الا من خلال برنامج وطني شامل ... يبدا من الوعي بوجود الخلل مرورا بالاتفاق على ضرورة معالجة هذا الخلل و انتهاءا بوضع برنامج عملي قابل للتطبيق .
 ان الاردن يحتاج الى سنوات عدة ليتعافى مما اصابه من امراض باطنية لم تظهر اعراضها الا عندما ارتفعت الاصوات المنادية الاصلاح و لولاها لبقي الاردن يعاني من تلك الامراض حتى ينتشر في جميع اجزاءه ليصيبه بالشلل التام في نهاية الأمر .
 ان الاعداد للملكة الجديدة يعني الانفتاح الى المجتمع و المواطن أولا و قبل الانفتاح الى العالم الخارجي ... فمع الظرف الراهن و لطبيعة المتغيرات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية التي تتطلب مواكبة و تحديث مستمرين فان الدعوة اصبحت ملحة الى بناء المملكة الدستورية الجديدة التي تتبنى بادىْ ذي بدء دستورا مرنا يلبي طموحات الشعب الأردني ...
 انها خلوة لمراجعة الحسابات .... فاجتماع مع دعاة الاصلاح حيث يكون الاتفاق و اطلاق البرنامج الاصلاحي الشامل .... حيث يكون الرجل المناسب في المكان المناسب ليأخذ الاتفاق و اعلان ولادة المملكة الجديدة موضع تطبيق فعلي .

14‏/10‏/2011

ما يحدث الأن في ربيع العرب كارثة ...فهل يمكن التريث قليلاً ؟!

 " نحن مع التغيير الايجابي فقط , و الذي ينقل المواطن من حال المحكوم الى حال الحاكم الذي يصنع قراره و يشارك في رأيه ليكون مساهما حقيقيا في رسم مستقبل بلده ... اما إن يكون التغيير ظاهره ايجابيا و باطنه مأساة فهو مما نحذر منه و نخاف منه ... فالموت على يد حاكم ديكتاتوري أرحم بألف مرة من المساهمة في قتل بلد و شعب . "

لا يمكن القول بان التغيير الذي اسقط النظام المصري قد قاد مصر الى فوضى اجتماعية و عرقية و ان بقاءه كان سيضمن إستتاب الامور و استقرارها على غرار المشهد العراقي ... فالتغيير الايجابي من واقع محكوم الى واقع حاكم  ليس بالشيْ السيْ و هو في قمة الوعي الفكري و الاجتماعي , و لكن التغيير من حال لحال لا يكون ايجابيا بالمعنى الحقيقي الا اذا سبقه تخطيط  لماهية المرحلة التالية لما بعد إجراء التغيير .
و عندما يكون التغيير بدون تخطيط مسبق و عفوي الحدوث فان ما ينتج عن التغيير سيكون مؤكداً فوضى و عدم استقرار للمجتمع و لأركان الدولة الوليدة حديثاً ... فالعراقيين و المصريين و التونسيين و أي مجتمع عربي سيلحق بركب المغييّرين  ... إتحدوا مع إرادة التغيير و لكنهم لم يملكوا الوقت للتخطيط لرسم سياسة دولة المستقبل و لم ينطلقوا من استراتيجية بناء الدولة الديمقراطية الحديثة , باستثناء الاتفاق على حلم جامع ممثلاً برؤية دولة حديثة يعيش الشعب فيها بكرامة و حرية .
و هذا ما جعل شعوب تلك الدول تتارجح ما بين احتفال طويل بنشوة النصر و ما بين فوضى عارمة تجتاح دولهم من عدم استقرار سياسي و اجتماعي .
و لنا في العراق و مصر شهادة حية على انتشار الفوضى العارمة من عدم استقرار سياسي و اجتماعي بات يظهر من خلال ولادة نزعات دينية جارفة بعضها دعا الى سيادة المرجعية الدينية على شئون الدولة كما في العراق . و بعضها - و هنا مكمن الخطر - من الممكن ان يدعو الى حكم ذاتي  كما في مشروع حلم الدولة القبطية في مصر , و الذي لم يعلن عنه رسمياً و لكن كل المؤشرات تقول بان الحلم بدأ ينضج في تفكير الكنيسة و في عقول الشباب القبطي .
برأي الشخصي أن الدولة القبطية قادمة لا محالة و إن كنت انا شخصياً ضد ذلك المشروع تعاطفاً مع الشعب المصري ذو الغالبية المسلمة و لكن التعاطي مع الموقف لا يكون عاطفياً في مثل هذه المواقف للأسف  .
فالغرب بدأ بإضعاف قوة مصر حتى بوجود الحاكم الموالي لها  , عندما زرع جسم غريب في جنوب السودان ليقلص حصة مصر من شريان الحياة ( النيل ) و التمهيد الى اعادة محاصصة النيل لاستعمال الماء كسلاح ضد مصر و كلنا يعلم ان النيل بالنسبة لمصر هو كالماء بالنسبة ,  و هذا يضعف بدوره مستقبل مصر لا قدر الله .

و  كذلك بدأ بتبني حلم الاقباط  أمام المحافل الدولية كاقلية دينية منتهكة الحقوق تسعى للحياة بسكينة و اطمئنان و ان هذا الحلم لن يكون ( من المؤكد ان الأقباط سينطقون بها علناً ) الا بحكم ذاتي او استقلال نهائي ربما يكون في صعيد مصر او في شمال مصر .

سيعتقد البعض ان المجلس العسكري المصري و الحكومة المصرية و من خلفهما الشعب المصري العظيم  سيأد هذه المؤامرة في مهدها و انه سيتصدى لهذا المشروع ان قدر له الظهور و ان الامور ستكون على الدوام لمصلحة استقرار مصر و علو مكانتها و شانها , و ان ما نذهب اليه من تحليلات و تكنهات ليس الا من باب ضرب الخيال و ما الى ذلك من وصف ... خصوصا بعد أن تحررت مصر من قبضة فرعون العصر الحالي و أن شباب مصر اكثر وعياً لاي مشروع صهيوني – غربي يحاك ضد مصر و مستقبلها .... نقدر انه رد غيور على مصر و تاريخها و شعبها .... و لكن :

مع املنا بأن شيئا من ذلك لن يحصل , و أن ما نذهب اليه ليس الا مجرد تكهنات .

الا انني اقف كثيرا عند المشهد العراقي و أرى كيف نشأت كينونات الحكم الذاتي ... و لم يكن حلم العراقيين قد تخطى حاجز الحياة بكرامة في عهد جديد .

أقف مرتعباً عند مشروع الحلم الصهيوني لبناء دولته من الفرات الى النيل ... فأجد ان مصر العزيزة هي الشوكة الجارحة في حلق الصهيونية و ان إضعاف مصر و قوتها من خلال إستغلال الازمات سيضعف مصر و مستقبلها .

افكر كثيرا حول هاذين الموقفين لأجد أن الفوضى السياسية و الاجتماعية التي تعقب اي تغيير داخل المجتمع  تمهد الطريق لايقاظ أحلام كثيرة لدى البعض .

أيهما الأحق بالمطالبة : بمجتمع ديمقراطي ام ديقراطية لمجتمع نامي


الأردن نموذجاً

من الفداحة لاي مجتمع بشري انطوى تحت حكم غير ديمقراطي لفترة طويلة من الزمن أن يطالب بأعراف و تقاليد ديمقراطية تحت ذريعة المطالبة بالاصلاح ؟
فالديمقراطية ليست حقا بالمفهوم العام يكتسب بالهبة بقدر ما هي اسلوب و ممارسة تحكم سلوك الافراد و الجماعات و الدول , تبنى على مبادىْ و اسس تتضمن :
تعبيراً مسئولا عن الراي .
احتراماً إلزامياً لأراء الاخرين بغض النظر عن القبول أم الرفض .

و هذا التعبير و ما يوازيه من إحترام إلزامي لا يمكن منحهما للمواطنين كمكرمة ملكية أو علاوة على راتب ديا . و انما هي موروثات سلوكية تلقن تلقيناً في المدارس و المعاهد و الجامعات مثلها مثل المواد الدراسية  .

و الديمقراطية لا تمثل سلوكا بشريا فقط و انما تمثل تراكماً ثقافياً و علمياً لدى الفرد و مواطني المجتمع , تنمو و تترعرع ضمن خطين متوازيين يعيشهما الفرد و المجتمع  معاً .

فأما الخط الاول فهو ما تعلمه في المدارس من ابجديات حقوق الانسان و كيف تنمو معه مفاهيم الديمقراطية من :
1- توعية بماهية الاحترام .
2- ماهية الحقوق الطبيعية و القانونية للفرد و الجماعة .
3- كيفية استخدامها بما يمنع التعسف في استخدام الحق.
4- ماهية إلزام إحترام الراي الاخر .

و الخط الثاني : أن تطبيق الممارسات و الادارة الديمقراطية داخل المجتمع تتطلب تبني اجندة وطنية شاملة باتت تعرف في الدول النامية تحت إسم " مبادىْ الحاكمية الرشيدة " و هذا ما تبناه الاردن على سبيل المثال قبل اندلاع  ربيع الاعتصامات و لو تحركت وزارة التنمية السياسية في الاردن  بشكل نشط و فعال لتدارك الاردن الكثير من المواقف المحرجة . حيث تعني هذه المبادىء ببساطتها : النزاهة و الشفافية و المسائلة  . و هو ما يعني عمليا القضاء على المحسوبية و المساواة و اعتماد مبدأ تكافؤ الفرص و مكافحة الفساد  و ما الى ذلك من مطالب باتت الان تشكل مطلبا اساسيا يتبناه الاصلاحييون في الأردن .

اما ان يأي فرد أو  جماعة او حتى المجتمع برمته و يطلب تطبيقا  للاعراف و التقاليد الديمقراطية كمنهج سياسي و اجتماعي و اقتصادي للبلد بدون وجود ثقافة حقوقية مسبقة , فهذا ضرب من الجنون ليس له مثيل ... و حسبي ان مجتمع الملائكة المعصوم عن الخطأ لم يطلب بما يطلبه المجتمع الأردني  او بالاحرى كا تطلبه التيارات و القوى السياسية الان .

فالاعراف الديمقراطية اشبه ما تكون بالمخدرات التي تستعمل بوصفة طبية يضعها طبيب اختصاصي و ضمن جرعات محددة تزداد تدريجيا لضمان كفاية الجسم من احتياجاته و هكذا الديمقراطية حيث يتم التوسع في تطبيق مبادىء الديمقراطية ضمن مراحل و الانتقال من مرحلة الى مرحلة بالتدريج لضمان تطبيق سليم و امثل لأعرافها و سلوكها لدى الافراد و الجماعات و داخل المجتمع .

فالديمقراطية سلاح خطير جدا ذو حدين فهو ان يحول المجتمع الى مجتمع سليم -صحي و خال من الامراض الاجتماعية و الادارية و الاقتصادية و غما ان يحوله الى مجتمع ذو فوضى خلاقة غالبا ما تنتهي جرعته الزائدة بحرب اهلية كما حصل في لبنان و الصومال و السودان و   العراق . عندما اصبحت مجتمعات تلك الدول بين ليلة و ضحاها بدون مرجعية قوية تضمن المساواة و العدالة للجميع .
و حذار كل الحذر من المناداة بتطبيق شامل و سريع لحرية الرأي و التعبير داخل المجتمع الاردني كما يطالب به بعض دعاة الاصلاح - بغض النظر عن اسمائهم و انتماءاتهم السياسية  و بغض النظر عن ثقافتهم و تحصيلهم العلمي- تحت ذريعة المطالبة بالاصلاح ,  بدون وضع ضوابط منظمة  , لضمان حماية المجتمع الأردني من الإنزلاق في مستنقع وحل كالذي سقط في المجتمع العراقي و بعض المجتمعات العربية الاخرى  نتيجة لذلك التسرع , و البديل عن ذلك التسرع يكمن في ضرورة  اتفاق اكبر عدد ممكن من وجهات نظر دعاة الاصلاح  حول خطورة الموقف و المنزلق الذي قد ينزلفق اليه المجتمع الاردني ,  و ان الحاجة باتت ملحة اكثر من اي وقت مضى  لاعادة تبني سياسة " الحاكمية الرشيدة " التي سبق للدولة الأردنية أن طرحتها في وقت سابق , تفادياً لمنعطف تاريخي خطير يضع الجميع أمام مسئولياتهم الاخلاقية و الادبية  .
و مكمن خطورة الانزلاق فيما لو فتح باب حرية الراي و التعبير على مصراعيه داخل المجتمع الاردني من خلال السماح بالاعتصامات المتكررة من باب حرية الراي و التعبير . انه بات لا يوجد رأي واحد يتفق عليه الجميع او الاغلبية , و لم تقتصر الخطورة عند هذا الحد بل تعدى ذلك الى عدم تحمل كل طرف لمسئوليته الاخلاقية و الادبية في ضرورة احترام راي الطرف الاخر المعارض , فظهرت مصطلحات " البلطجية " و" الوطن البديل " و " السامية العشائرية " و "  الإس " و هذا يعتبر مؤشر خطير داخل المجتمع الاردني ذو النزعة العشائرية و التعددية السياسية و الفكرية .
و الحل الامثل لتفادي هذا المنزلق الخطير الذي يكاد لا يرى المعتصمون و صناع القرار مستقبله باستثناء التفكير بما سيطلقه  كل طرف تجاه الأخر , هو بالاتفاق على ضرورة الوصول الى حد ادنى من التوافق و الاتفاق حفاظا على استقرار الوطن .
فالمعتصمون لا يصنعون مستقبلاً و انما يحدثون تغييراً و هذا التغيير لا يمكن الجزم بايجابياته او سلبياته كون حيثياته و نتائجه لا يعلمها الا الله و من ذلك لو كان العراقييون و اللبنانيون واي مجتمع اخر انزلق الى الهاوية يعلمون بنتائج التغيير فاني اجزم بانهم ما كانوا ليفعلوا هذا التغيير من الاساس .
و على المسار الموازي من ذلك فان الدولة الاردنية يتوجب عليها ان ترتقي الى مستوى وعي الشعب و تستمع لمطالبه بجدية و تدرك ان الوقت حان للتغيير الايجابي بقبول و رضا تاميين لجميع الاطراف ... فوثيقة العهد التي يتوجب ان تحكم الاردنيين هي اقوى بكثير من وثيقة الامارة و السلطة و هي اكبر بكثير من اعلان حقوق الانسان العالمي ... هي بكل بساطة وثيقة عقد اجتماعي منظم .
بعض الأمثلة الواقعية من المجتمع الأردني حول : خطوات و عقبات تطبيق مبادىْ الديمقراطية في الأردن

تنويه :

لا يمكننا حصر ما حققه الاردن من خطوات ايجابية او سلبية في مجال التطبيق العملي للاعراف الديمقراطية و لكننا نوجز بعض مشاهداتنا من نبض الشارع و من صميم المشهد السياسي العام .

1- المجتمع الاردني ( من خلال وزارة التربية و التعليم و من خلال مبادرة التلقين الذاتي للفرد )  لا يتبنيان سياسة تعليمية تتضمن ابجديات حقوق الانسان و تكتفي الجامعات فقط باعطاء مادة غير منهجية في  تحت عنوان " حقوق الانسان " و هي لا تحقق اي فائدة تذكر للطالب لكون المقرر عبارة عن معرفة و سلوك تطبيقي  و ليس معرفة تراكمية فقط .
2- الدولة الأردنية أقرت رفع الأحكام العرفية  و هي تطبيق ديمقراطي و لكن لم يقابله الحد من سلطة الملك المطلقة . و هذا تطبيق خاطىْ  و غير عملي نرى انعكاساته حاليا من خلال المطالبة بالملكية الدستورية .
4- الدولة الأردنية لم تراعي مرحلة الانتقال من مجتمع عرفي الى مجتمع ديمقراطي بعد رفع قانون الاحكام العرفية و تمثل ذلك  بعدم وجود قوانيين  مفعلة لمكافحة الفساد و البيروقراطية و الترهل الاداري . بالاضافة الى عدم مكافحة مبدأ توريث المناصب بعد ان استطاعت الدولة تبديل الحرس القديم " رموز الحقبة العرفية ".
5- الدولة الأردنية أقرت الانتقال الى الحياة البرلمانية و هي تطبيق ديمقراطي و لكن قانون الانتخاب المطبق و توغل السلطة الننفيذية ( الفقرة الثانية ) كان يحد من استقلالية مجلس النواب و كفائته .
6- الدولة الاردنية أقرت رعاية و تنمية الحياة السياسية من خلال تاسيس وزارة متخصصة لهذا الغرض و السماح بتاسيس الاحزاب و دعمها ماليا و هذا اجراء ديمقراطي ممتاز ولكن سياسة الشد العكسي من البطانة المحيطة بالملك ( لعدم وجود قناعة تامة باهمية العمل الحزبي  ) و بسبب عدم الترويج الرسمي للعمل الحزبي قلص من دور و فاعلية الاحزاب و وجودها في المشهد السياسي  العام في وقت  يعتبر فيه الاردن من اكثر دول العالم حاجة للاحزاب لحاجته الى تظافر جميع الجهود من اجل السير قدما في استحداث تنميته الشاملة  .
7- تقليص دور العشائرية في المشهد السياسي كمتطلب من متطلبات بناء الدولة المدنية – الحديثة حيث يحظى الفرد بحقوق كانت ستكون محدودة جدا بل و معدومة في ظل تنامي دور العشائرية  .
8- تبنى الأردن تطبيق مبادىْ الحاكمية الرشيدة كاجندة وطنية و لكن وزارة التنمية السياسية  الى جانب وسائل الاعلام لم تروجا ترويجا اعلاميا كافيا و تقدما شرحا وافيا لماهيتها و ايجابياتها .
9- تبنت الدولة الأردنية سياسة عدم التمييز العنصري و مكافحتها من جذورها رغم وجود قوى شد عكسية ممثلة بثقافة مجتمع متجذرة لدى فئات غير قليلة . و هذا إجراء و تطبيق ديمقراطي عملي و ممتاز من جانب الدولة   تمثل ذلك بطرح مبادرات ممتازة مثل : الأردن أولا و كلنا الأردن التي وضعت معايير صحيحة للمواطنة الحقيقية التي تعتمد على ما يقدمه المواطن لبلده و مجتمعه .

إبحث / تصفح / إستعرض الموقع من خلال المواضيع

اجندة حقوق الانسان (1) احزاب (21) اديان (12) إصلاح (61) إضراب (3) اطفال (19) اعتقالات (2) اعدام (1) إعلام (24) اعلان (11) اغاثة (7) أفلام (32) الاردن (54) الإمارات (3) الامم المتحدة (2) الانتخابات (6) الإنترنت (7) الانسان العربي (28) البحرين (1) البطالة (1) البيئة (4) التمييز العنصري (22) الحروب (3) الحرية (4) الشباب العربي (18) الشرق الاوسط (18) الشفافية (3) العدالة (5) العدالة الإجتماعية (69) العراق (6) العشائرية (2) العنف (12) العنف الجامعي (3) الغام (1) المرأة (6) المغرب (1) الملكية الدستورية (2) اليمن (1) اليوم العالمي (5) اليوم العربي (2) أنظمة (36) برامــج (18) بروشورات (4) تدوين (11) تراجيديا (19) تعذيب (18) تعليم (22) تقارير (5) تنمية (4) ثورات الغضب الشعبية (69) ثورة العبيد (2) جامعات (4) جرائم ضد الانسانية (31) جوائز حقوق الانسان (2) حريات (14) حرية تعبير (8) حزب الخضر الأردني (12) حقوق الاقليات (1) حقوق الانسان (92) حقوق الحيوانات (1) حقوق اللاجئين (5) حقوق المعاقيين (2) حقوق المواطنة (4) حقوق تائهة (12) حملات تضامنية (55) خواطر (59) دليل دراسي (5) ديمقراطية (11) رسائل (6) سلام (3) سلسلة (19) سوريا (40) سياسة (12) شعر و أدب إنساني (10) صور (39) عقوبة الإعدام (1) عنف (8) فساد (14) فكر (6) فلسطين (13) قانون (12) قضايا مجتمع (108) كتب (13) ليبيا (8) مدونة سلوك (1) مذاهب سياسية (2) مصر (9) مصطلحات حقوقية (13) مظاهرات (5) معاهدات و اتفاقيات (2) مقالات المحرر (49) منح (1) منقول (32) نشطاء (8) وثائق (15) ورش عمل (7) ويكيليكس (2) ENGLISH (7)