‏إظهار الرسائل ذات التسميات سياسة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سياسة. إظهار كافة الرسائل

31‏/5‏/2012

مقالة اعجبتني " الشعب يريد الاستقرار "


أعتقد علينا أن نتوقف عن استخدام المصطلحات التالية: الدستور، الديمقراطية، دولة المؤسسات المدنية، القانون، السلطات الثلاث، وكل مصطلح له علاقة بأنظمة الدول المتقدمة حتى نتعلم المعنى الحقيقي الفعلي لتلك الكلمات ومتى ما أصبحنا نعرف كيف نوظفها حسب مفاهيمها الواقعية من خلال أنشطتنا اليومية، حينها قد لا نحتاج لان نتلفظ فيها الا ما ندر!. وعلينا أيضا أن نتوقف عن مقارنة واقعنا الفعلي مع الواقع الفعلي لتلك الدول التي تقدر وتثمن ماهية تلك المصطلحات حتى أصبح لها نظام واضح وحتى لا نظلم مجتمعات و« أوادم» تلك الدول!. وعلينا أن نعترف أننا شعب نحب الهذرة ونبتكر الهذيان ولا ننتج الا الفذلكة. يا جماعة الخير، هل العوامل المشتركة التي تربطنا كمواطنين تمزقت أوصالهم وأصبح لا هم لهم الا ان يهدموا «بيتهم» الكبير بأيديهم؟!. وهل منكم أحد لا يرغب في أن يكون «الاستقرار» العامل المشترك بين الجميع؟!. 
لا أعتقد أن أحدا منكم وبعد عودته من عمله يتمنى أن يرى زوجته وأبناءه تغمرهم مشاعر التعاسة والخوف والقلق والحزن بعد أن تركهم في قمة السعادة والمحبة والاطمئنان وفي حفظ الله وأمنه قبل أن يغادر بيته في الصباح!. ببساطة «الاستقرار» يعني امكانية الاعتماد على الحكومة في أن تكون غدا أو بعد سنة أو سنوات أفضل مما هي عليه اليوم، لكن هذا المطلب لا يمكن ان يتحقق في ظل مجلس اتخذ منهج العنف السياسي واتبع الدبلوماسية العدوانية العدائية المفرطة حتى أصبح الشعب غير قادر على الاستفادة من وجود الحكومة وكأنها منعدمة!. ولو أن غاية المجلس هي أن يستفيد الشعب من وجود الحكومة لكان عليه أن يأتي على محاسبتها عندما تخفق في توفير سبل الراحة للمواطنين حين يكون أعضاؤها ينعمون براحة البال ونفسياتهم مطمئنة وشؤونهم الادارية مستقرة!. 
من يعتقد أن ممارسة العنف السياسي المفرط ضد الحكومة وبدون توقف لا تؤثر على الوزراء ولا تؤخر مشاريع التنمية وتنفيذ خططها المستقبلية، لربما هو فاقد للشعور لا يميز بين القلق والاطمئنان وبين الفرح والجزع!. الصراحة «ملينا» والشعب يريد الاستقرار.

15‏/3‏/2012

دعوة للأصدقاء للمشاركة في رسم مستقبلنا


الاصدقاء الاعزاء

أياً كانت إهتماماتكم و انشطتكم و ميولكم السياسية و الدينية و الفكرية
لنتشارك الافكار و الرؤى معاً حول مستقبل افضل للجميع نحو مستقبل يضمن الحقوق بالتساوي و يحقق العدالة الإجتماعية و المدنية 
نحو أردن مستقر سياسياً و أمنياً 
نحو اصلاح و  حماية النظام 
شارك معنا

تعريف الملكية الدستورية
دعوة سلمية للنظام بإجراء تعديلات دستورية حقيقية تلبي مطالب المواطنين
إجراء انتخابات برلمانية حرة و نزيهة
مكافحة شاملة للفساد
إختيار الشعب لحكومته
الدعوة الى تطبيق الملكية الدستورية ليست فكراً سياسياً و ليس تجمع حزبي حتى و إن لاقت رواجاً و تأييداً بين الاحزاب 

من نحن
نشطاء أردنيين مؤمنيين بغاية و اهداف " الملكية الدستورية " كأفضل ضمانة لتطبيق الاصلاح و مكافحة الفساد في الأردن , يجمعنا حب الأردن و الإيمان بحقوق المواطن . و تعزيز روح الانتماء للمجتمع و الوطن


شعارنا
نظام سياسي ديمقراطي - حكم الشعب 


أهدافنا
تعديلات دستورية تواكب وعينا و امالنا و طموحاتنا كمواطنيين
تعديلات تضمن تمثيل نيابي حقيقي للمواطن من خلال انتخابات حرة و نزيهة
تعديلات دستورية تعطي الشعب حق اختيار حكومته
تعديلات دستورية تفصل بين السلطات
تعديلات دستورية تحدد مهام و مسئوليات الملك و الحكومة و المواطن
تعديلات دستورية تنقلنا الى عصر الحرية و الكرامة 


غايتنا
صيانة و سمو الدستور
اصلاح النظام - مكافحة الفساد
حماية الاردن

خطتنا للعمل
نشر الوعي بمبادىْ الملكية الدستورية
حشد الدعم للملكية الدستورية
النزول الى الشارع بطرق سلمية للمطالبة بالملكية الدستورية

أين تجدنا
صفحة " الملكية الدستورية على الفيسبوك
https://www.facebook.com/groups/malkofahi/

صفحة افلام خاصة حول الملكية الدستورية
http://www.youtube.com/user/Ammaninheart/feed

18‏/2‏/2012

مطبات ديمقراطية في مشروع الدستور السوري الجديد


الاعلام السوري يروج لتعديلات دستورية ( شكلية ) في محاولة للتاثير على الراي العام علما ان هذه التعديلات شكلية فقط و لا ترتكز الى مبادىء ديمقراطية و لا تشير الى انتقال سلمي للسلطة .

فكيف يكون هنالك انتقال للسلطة و للرئيس حق البقاء في المنصب لواحد و عشرين سنة ( ثلاث فترات رئاسية) و كيف يكون هنالك فصل للسلطات اذا كان الرئيس يملك حق اقتراح ( كلمة تجميلية لمصطلح فرض ) بنود الدستور و يوافق عليه مجلس الشعب( الموالي و المعين ) و كيف يكون التعديل دستوريا اذا كان مقترنا بموافقة الرئيس علما ان التعديلات و التشريعات هي ن اختصاص السلطة التشريعية .

مازالت سوريا بعيدة و غير مؤهلة لدخول النادي الديمقراطي .و ثورتها تقترب اكثر فاكثر من تحقيق هدفها 

من مشروع الدستور السوري الجديد:
-تنتهي مدة ولاية رئيس الجمهورية الحالي بانقضاء سبع سنوات ميلادية من تاريخ أدائه القسم الدستوري رئيساً للجمهورية، وله حق الترشح مجدداً لمنصب رئيس الجمهورية وتسري عليه أحكام المادة / 88 / من هذا الدستور اعتباراً من الانتخابات الرئاسية القادمة.
هذه المادة تعني عند انتهاء الفترة الرئاسية الحالية يحق للسيد الرئيس الترشح لولايتين جديدتين.
-من مشروع الدستور الجديد لمن يسأل عن كيفية تعديل أحد بنوده في حال إقراره:
تعديل الدستور
المادة الخمسون بعد المئة
  1. لرئيس الجمهورية كما لثلث أعضاء مجلس الشعب حق اقتراح تعديل الدستور.
  2. يتضمن اقتراح التعديل النصوص المراد تعديلها والأسباب الموجبة لذلك.
  3. يشكل مجلس الشعب فور ورود اقتراح التعديل إليه لجنة خاصة لبحثه.
  4. يناقش المجلس اقتراح التعديل فإذا أقره بأكثرية ثلاثة أرباع أعضائه عُدًّ التعديل نهائياً شريطة اقترانه بموافقة رئيس الجمهورية

3‏/2‏/2012

ثقافة حزبية - افضل ثلاث ممارسات للشفافية داخل الحزب

منقول بتصرف
المصدر : المعهد الديمقراطي الوطني للشئون الدولية
اسم الدليل : افضل الممارسات للاحزاب الفعالة

لعل استعراض مفهوم الشفافية و اهميتها للاحزاب يبقى امرا غامضا بعض الشيْ للبعض منا لسبب بديهي يكمن في ان الاحزاب العربية و الاردنية على وجه العموم لم تعتد على تبني و تطبيق معايير الشفافية لسببين رئيسيين هما :
  1. الممارسات الحزبية هي انعكاس طبيعي لأنظمة الحكم فحيثما كانت انظمة الحكم تتبنى النهج الديمقراطي كانت الاحزاب اكثر انفتاحا و تطبيقا للمارسات الديمقراطية و العكس صحيح .
  2. انعدام وجود ثقافة حزبية بالمفهوم العملي .

و في هذا الصدد فان افضل شرح لتطبيقات الشفافية يكمن في ادراج ثلاث حالات عملية كالتالي :

  1. المسائلة المالية : كالابلاغ غن النفقات و الهبات و المنح و مجالات الانفاق للأعضاء و للشعب و اتاحة البيانات المالية للحزب امام طالبيها .
  2. المسائلة امام الاعضاء و الشعب  : و هنا تتحدد قيم الحزب و سلوكياته . فالحزب الذي يتيج لاعضاءه المسائلة هو حزب يمارس شفافية ديمقراطية حقيقية .

و المسائلة هنا نوعان :

  • مسائلة عمودية : استقصاء و تدقيق العضو حول القيادة .
  • مسائلة افقية : و هي تدقيق منظمات المجتمع المحلي المدنية حول القيادة و الانابة بالمسائلة .
3.  التاديب عند الحاجة : فوجود لجنة تأديبية للتحقيق في المخالفات و صلاحيتها في اصدار العقوبات يزيد من شفافية الحزب و مكافحة الفساد .

1‏/2‏/2012

ثقافة حزبية - أهمية الشفافية لانجاح العمل الحزبي

منقول بتصرف
المصدر : المعهد الديمقراطي الدولي للشئون الدولية
اسم الدليل : افضل الممارسات للأحزاب الفعالة

الشفافية هي سلوك اخلاقي كونها تمثل الشعب , و تعمل بالاعتماد على الأموال العامة ( دعم حكومي أو / و دعم المانحين ) و غالبا ما يكون سلوك الحزب الاخلاقي غير واضح و يشوبه الغموض و لا يوجد طريقة أو وسيلة لتحديد تمتع الحزب باخلاق عالية من عدمها الا من خلال تبني و تطبيق الحزب لمبدأ الشفافية أمام الاعضاء و العامة على حد السواء .
إن تبني الحزب الناجح لمبدأ الشفافية ( المكاشفة و الصراحة ) في سياسته و في جميع قراراته و علاقته مع اعضاءه و مع العامة كفيل بمنع اي وجود لفساد إداري أو مالي أو سياسي داخل الحزب و باعث جيد للطمانينة .... للاعضاء و للرأي العام .
و الشفافية هي العامل التطبيقي الثاني المكمل لنجاح أي عمل حزبي على الإطلاق الى جانب تطبيق مبدأ الديمقراطية الداخلية للحزب . 
فإعتماد مبدأ الشفافية يمنع الإستئثار بالسلطة الداخلية للحزب من خلال وجود رقابة فاعلة ما كانت لتكون لولا تطبيق مبدا الشفافية , كما و تحمي الأحزاب نفسها من الإنهيار على المدى البعيد نتيجة فقدان الطمأنينة , و من إنقطاع الإتصال بين قيادة الحزب و الأعضاء .
كما أن تبني مبدأ الشفافية يمكًن الجهة الرقابية داخل الحزب من أداء عملها بطريقة سهلة و بمنع اي تجاوزات و تعدي على السلطة  و منع التعدي على موارد الحزب .
و الشفافية تحسن أداء الحزب و بالتالي زيادة ثقة العامة بالحزب خصوصاً عندما تكون حرية الوصول الى المعلومة سهلة و متاحة لهم . 
تنويه : 
إن تبني مبدأ الشفافية داخل الحزب إنما هو فتح المجال واسعاً أمام النقد ( لا يهم إن كان صحيحاً ام خاطئاً ) بقدر ما يشكل فتح هذا المجال تحدياً كبيراً للحزب , و لكنه الأجدى و الأكثر فائدة للحزب في نهاية المطاف .

تقدير أليات و وسائل الشفافية  داخل حزبك / الحزب :
  1. هل يحتوي القانون الاساسي ( الداخلي ) للحزب على ما يشير إلى تبني الحزب لمبدأ الشفافية ؟
  2. هل تعتقد أن عدم إشارة القانون الداخلي للحزب لمبدأ الشفافية يؤثر على ثقة العامة و الأعضاء بالحزب و قياداته ؟
  3. ما هي الأليات و الوسائل المتوقع أن يستخدمها حزبك لمحاربة الفساد حالما يحدث ؟
  4. هل يوجد إنفاق غير مبرر داخل الحزب ؟
  5. هل يوجد مسائلة عن سياسة الحزب أو حول طرق الإنفاق ؟
  6. هل يوافق حزبك على تسلم تبرعات مالية من رجال أعمال لهم مصلحة سياسية او قانونية او ادارية خاصة في اي مجال ؟
  7. هل يختار رئيس الحزب القيادات بالتعيين ام بالترشيح و الانتخابات الحرة ؟
  8. هل يوجد اي صلة قرابة لرئيس الحزب بأحد رؤوساء الفروع او إدارات الحزب ؟

ثقافة حزبية - الديمقراطية الداخلية للحزب الناجح


منقول بتصرف
المصدر : المعهد الديمقراطي الوطني للشئون الدولية
اسم الدليل : افضل الممارسات للأحزاب الفعالة

* هي سلسلة اجراءات و ممارسات عملية - ديمقراطية يتبناها الحزب الناجح تبدا من بقانون داخلي واضح و باجراءات و ممارسات تتسم بالتنظيم من محافظة على عقد المؤتمرات و الاجتماعات الداخلية مع الاعضاء .
* الديمقراطية الداخلية للحزب الناجح تعني الكثير فهي تتيح المشاركة الفاعلة للاعضاء في انشطة الحزب بحيث يكون متواجدا على مدار الاسبوع و السنة .
* و لا تغفل الديمقراطية الداخلية للحزب الناجح الانصات و الاستماع لاي شكوى او مقترح سواء كان مقدما من قبل العضو ام من خارج كادر الحزب .
* الديمقراطية الداخلية للحزب الناجح هي عملية اشراك العضو في صنع القرار سواء كان حاضرا ام غائبا من خلال الاستمرار في التواصل الاعلامي و المباشر مع الاعضاء .
* الديمقراطية الداخلية للحزب تنمي مشاركة المتطوعين و توسع انشطة الحزب و تستقطب معرفين جدد للحزب و بالتالي اكتشاف اولويات الناخبين .

كيف تقيم الديمقراطية الداخلية لحزبك / الاحزاب ؟
تنويه : لتقييم الحزب بشكل عملي  : اعتمد الخيارات التالية لتحديد الاجابة و يقابلها الدرجة المناسبة 
قم بتحديد الاجابة المناسبة و اجمع الدرجات لتحدد مستوى الديمقراطية الداخلية للحزب 

الدرجات :
100% يفعل ذلك بانتظام 
75%   يفعل ذلك بشكل دوري غير منتظم 
50%   يفعل ذلك احيانا 
25%   لا يفعل ذلك 
  1. هل يكشف الحزب للاعضاء عن قوانين الحزب و احكامه و يدرب اعضاءه عليهم.
  2. هل يعمل الحزب ضمن وحدات جغرافية ( الفروع) بطريقة مستقلة؟
  3. هل يتم اختيار قيادات الحزب بناء على اسس نزيهة و حرة و اعتماد مبدا الكفاءة في الاختيار و التعيين ؟
  4. هل يشارك اعضاء الحزب امانة الحزب في صياغة السياسات و البرامج ؟
  5. هل يستخدم الحزب وسائل الاتصال مع اعضاءه؟
  6. هل يبلغ الحزب اعضاءه و عامة الناس عن مصادره و موارده المالية ؟
  7. هل يطبق الحزب استراتيجية للمراقبة الداخلية ليضمن الشفافية ؟
  8. هل يستقطب الحزب اعضاء جدد ؟
  9. هل يطور الحزب سياسته و برامجه للتواصل مع العامة ؟
  10. هل يجري الحزب تحقيقات مستقلة و يطبق قانون عقوبات داخلي ؟
  11. هل يتبنى الحزب منهجية لتدريب الاعضاء من اجل تمكينهم من استقطاب اعضاء جدد ؟
  12. هل يطور الحزب وسائل حديثة متجددة للاستقصاء ( معرفة ميول و اراء الشارع و الراي العام ) و ينقلها الى كافة اعضاء الحزب ؟

9‏/5‏/2011

حتى لا ننتظر يوماً أخر للنكبة لنتذكره

ما أؤمن به يقينا بان فلسطين ليست هي الجغرافية بمفهوم المساحة و الحدود و الجنسية  حيث ساهم هذا المفهوم في اختزال الصراع بين مفاوضين فلسطيني يستجدي حقه  و بين اسرائيل المعتدية, لكي يتمكن المفاوض الفلسطيني من تحصيل القليل من النفوذ لتمكينه من بسط سيطرته على الجزء القليل من الجغرافية سيئة الذكر .
المفاوض الفلسطيني رسًخ مفهوم الجغرافية مضطرا حيناً ( بسبب تأفف الدول المستضيفة للفلسطينين و سوء المعاملة للقيادة حينا أخر مما دفعه للقبول بإتفاقية أوسلو بحثاً عن حياة بعيدة عن تلك التي عاشها بين احضان إخوانه العرب ) و مجبراً حيناً أخر بسبب ضعف موقف المفاوض الفلسطيني امام المفاوض الإسرائيلي الذي أجاد بسط لعبة شد الحبل حيناً و طلب الاستجداء حينا أخر و إتباع سياسة فرق تسد حيناً اخر .
لن نقف عند إتفاقية اوسلو التي وقعت نهائياً على شهادة وفاة القضية الفلسطينية و تحويلها إلى نزاع فلسطيني - إسرائيلي بحت يتم التفاوض بشأنه عبر المحادثات فقط , و التي كبلت المفاوض الفلسطيني بقيود الإلتزامات الدولية حيث تبدأ أولى هذه الإلتزامات بضرورة مكافحة المفاوض الفلسطيني للإرهاب ( المقاومة الفلسطينية ) و تفرض القيود مزيدا من الإلتزامات ( حسب المفهوم الاسرائيلي ) و هي في حقيقة الأمر ليست إلا تنازلات خطيرة ( كشاف الجزيرة ) .
ما يهمنا في الموضوع أن فلسطين ليست الجغرافية حيث بات للإنسان الفلسطيني كيان لا يستطيع التنقل داخل مدنه . و حيث بات للإنسان الفلسطيني خريطة تتغير معالم حدودها كل ساعة . و حيث بات للإنسان الفلسطيني وثيقة سفر لا تعترف بها دول العالم .
فلسطين هي الدين حيث يكون الإنسان الفلسطيني حينها قوياً , بل و أقوى من اسرائيل بحيث تمكن الانسان الفلسطيني من قلب اوراق الطاولة و وضع شروطه لتمكين الطرف الاسرائيلي من البحث عن حيز يأوى إليه .
فلسطين هي الامانة  بل و هي الديانة و هي المقدسة المطهرة حيثما تنقلت بين مدنها و قراها ...
سارع أخي المفاوض الى إخراج النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي من عنق الزجاجة و الغاء اتفاقية اوسلو ليجد الصراع مكانه بين احضان العرب حتى و إن خذلونا ... حتى و إن خسرت مكانك كمفاوض و مركزك و مالك الذي جمعته و الجاه الذي تبحث عنه .... فما تحققه حسب قناعتك ليس في حقيقة الأمر الا مسمار جديد يدق في نعش القضية الفلسطينية .
لا تقنع أخي المفاوض نفسك بأنك بارع الذكاء لتجبر اسرائيل على منحك حقوقك و بانك ستتفادى ما وقعت به الامم السابقة و انبيائها من غدر اسرائيل .
 لا تستمر يا اخي الفلسطيني في استجداءك للطرف الاسرائيلي لنيل حقوقك , حيث لن تقدم له الا التنازلات  و لن تحصل على شيْ ملموس , لتجد انك لم تحظى بشيْ مما وقعت عليه . ولا تنتظر اسرائيل لترمي لك الورقة الاخيرة على طاولة المفاوضات التي سيكتب على ظهرها عبارة واحدة لا ثانية لها : إبحث عن مكان تأوي إليه مع ما تبقى من الفلسطنيين في هجرة قد تكون الثالثة او الرابعة .... بينما نحن نحتفل في الأثناء بيوم ذكرى النكبة .

3‏/5‏/2011

ماذا كان يفعل مرشح الرئاسة الاسرائيلية في ميدان التحرير و مع المجلس الانتقالي الليبي ؟

تنويه : لسنا من فلول النظام السابق و لسنا من مؤيدي القذافي و لسنا ممن يوصفون بالبلطجية ... نبحث بين السطور قبل ان نقرأ العنوان , إن اخطانا فإننا نكون على الجادة الصواب لاننا لم نخسر شيئا و ان اصبنا فاننا ربحنا سهما بتوجيه تحذير لامتنا .

علامة استفهام كبرى امام تواجد مرشح الرئاسة الاسرائلية ( برنارد ليفي) وسط الحشود في ميدان التحرير في القاهرة دعما و تاييدا لثورة شباب مصر التي اطاحت بالنظام السابق ... لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل تعدى ذلك الى قيام السيد برنار بزيارة ليبيا و لقاء اعضاء المجلس التنفيذي الذين لم يعرفوا عن تاريخه و سيرته الا بعد اللقاء .
مجموعة اسئلة بحاجة الى اجابة و دقيقة حولها لضمان نجاح ثورتي مصر و ليبيا و من بعدهما ثورات باقي الدول العربية و حتى تكون ثوراتنا نظيفة و صحيحة الوجهة و غير موجهة و مدارة و مخترقة من قبل اجندات ونظم خارجية و نحن كالمعتاد اخر من يعلم .
حتى لا نجعل حماسة الشباب الذين قادوا التغيير تطغى على المنطق و المستقبل,  فانه لا بد لنا من وقفة جادة لمراجعة ما حققناه من انجازات عربية و الوقوف على اية اخطاء و عثرات واجتنا او من الممكن ان تواجههنا .
المجلس الانتقالي الليبي سارع للاعتراف بخطا جسيم وقع فيه عندما اعترف بانه كان لا يعلم ان داعية السلام الذي التقى به في بنغازي انما هو مرشح للرئاسة الاسرائيلية و اقر بوجود ضعف في المعلومات لديه و هذه خطوة ايجابية في غاية الاهمية ان يقف المرء عند اخطاءه لمراجعتها .
نحن نبحث عن التغيير الذي يضمن لنا مستقبلا امنا و مشرقا و ليس مستقبلا مضطربا يقودنا نحو التبعية للقوى الاستعمارية تحت ذريعة " نحو التغيير"
و السؤال الأخير الموجه الى المجلس العسكري في مصر " من كان يدفع ثمن الوجبات الجاهزة للمعتصمين في ميدان التحرير و يدفع الفاتورة اليومية ب 28 مليون دولار ؟

برنارد ليفي مع السيد مصطفى عبد الجليل - بنغازي
بين حشود المتظاهرين - ميدان التحرير - طبعا لا يعرفه احد من المتظاهرين باستثناء قلة على ما يبدو
مع رئيس الحكومة الاسرائيلية 




مع احد اعضاء جماعة الاخوان المسلمين ( سعد الحسيني ) - مصر

في حفل دعايته الانتخابية بعد الثورة المصرية

2‏/12‏/2010

ما الجديد في وثائق ويكيليكس ؟!

03-12-2010
لم أبدي أي إستغراب أو تفاجأ حقيقي حيال نشر موقع ويكيليكس لغسيلنا العربي على حباله , التي أظهرت مدى إتساخ سمعة بعض أنظمتنا العربية و خيانتها لشعوبها و أمتها , بل و لا أستغرب مطلقاً فيما لو كشف الموقع عن وثيقة تقول بأن ذاك النظام  أو ذاك الشخص قد وقع على تنازل أو باع مدينة القدس و فلسطين بالمال ؟!!
فأين وجه الغرابة في أنظمة إنسخلت من بني جلدتها منذ عشرات السنين أصلاً , و أين وجه الغرابة في أنظمة لم تعد قادرة على الخروج من فم التمساح الامريكي , و إنحصر دورها فقط في إصدار أوامر لقوات مكافحة الشغب لتطويق أية مظاهرة تعارض سياسة تلك الأنظمة .
أين وجه الغرابة في أنظمة سياسية فقدت شرعيتها و مصداقيتها بخيانتها لشرف أمتها و كرامة مواطنيها . 
وبعد ذلك ,,, ماذا كنا نتوقع أن نقرأ في وثائق الويكيليكس ؟! هل كنا نتوقع أن نقرأ عن وثيقة تقول بأن الأنظمة العربية تخطط و تعمل لترميم و بناء الجسم العربي , أم كنا نتوقع أن نقرأ عن محاولات عربية لشن حرب تحرير لفلسطين و لمقدساتها ؟؟!!
أخي ...  يا من نعتز و إياك بعروبتنا و أمتنا  و نؤمن بحقوقنا و بمستقبلنا ؟؟ لما  نحزن على حكام تأمروا على بعضهم البعض , و لنأخذ مقعداً نكون فيه المتفرجون في ملعب يتصارع فيه أشخاص قذرون لم تعد تربطنا بهم أية علاقة شرعية أو دينية أو أخلاقية , بل أصبحنا حتى نخجل من أنفسنا عند ذكر أسمائهم كرؤساء و قادة لنا ؟! 
و دورنا ... أن نهيأ انفسنا للأسوأ ... أن لا ننتخب القذارة مستقبلاً ... أن نقطع علاقتنا بهم ... أن ننكر شرعيتهم داخل أنفسنا ... أن نحتسب عند المولى بمصيبتنا .

19‏/9‏/2008

الاسلام و العنف


13-11-2007
إن مجالنا العربي المعاصر، بكافة تجلياته الاجتماعية والسياسية والثقافية محكومٌ بنظرياتٍ خاضعةٍ لتصوّراتٍ صاغتها جماعات الإسلام السياسي، وأخضعت لها بشتى الوسائل جميع الأطياف المتباينة في المشهد العربي. المشاهد الثقافية بطبيعتها متغيرة متقلّبة، تأخذها المعطيات المؤثرة ذات اليمين تارة وذات الشمال تارة أخرى، إنها في حالة "ارتحال" مستمر إما للأمام وإما إلى الخلف، ومشهدنا العربي يسجّل ارتحالاتٍ تثير القلق، إن المشهد الثقافي العربي يشهد نكوصاً عن العقلانية، ويشهد خضوعاً وتحوّلاتٍ تدعو إلى الريبة لمنظومة فكرية صنعها وروّجها منظرو الإسلام السياسي وجماعاته، لقد أصبح الانتساب إلى الليبرالية جريمة، والانتماء إلى العلمانية كفراً، وتأييد القوميّة ردةً، وعلى الرغم من التحفّظ على مثل هذه المفاهيم والمصطلحات إلا أن الموقف منها تحكمه عوامل متعددة فيها الإيجابي وفيها السلبي، ولكن الأهم هو الحذر من تضخيم هذه المصطلحات والمفاهيم وتشويهها وجعلها بمثابة العداوة للدين أو للثوابت!
لقد أجبر كثير من الأناس العاديين المنتمين لعامة الناس على الخضوع لأجندة الإسلام السياسي التي شكّلت مساحة كبيرة من وعيهم وقناعاتهم، بل وصل الأمر إلى المثقفين، فقد اضطر أحد المثقفين الخليجيين قبل سنوات إلى أن يقول في تصريح صحفي "أنا ليبرالي وفق الكتاب والسنّة"، كما اضطر بعض العلمانيين العرب إلى التبرؤ من علمانيتهم، وإن لم يفعلوا أدخلوا السجون أو طردوا من ديارهم وما حكاية نصر حامد أبو زيد عنّا ببعيد، أما القوميون العرب فحدّث ولا حرج عن خضوعهم التام لمفردات الخطاب الإسلاموي، وإن حاولوا تزويق خضوعهم هذا بتسميته تعاوناً والتقاءً على مفاهيم مشتركة! لقد كانت مفردات النهوض في أوائل القرن المنصرم تقوم على محاربة "الاستعمار" بوصفه احتلالاً غير مشروع، ونهباً لثروات الأمة، وكانت قراءته تتمّ في سياق أننا جزءٌ لا يتجزأ من "العالم الثالث"، حتى لدى المفكرين الإسلاميين كمالك بن نبي وغيره، أما اليوم فإن المفردات قد اختلفت من كونها مفردات ذات سياق مدني لتصبح مفردات آيديولوجية دينية، تتحدث عن "الغزو الفكري" و"صراع الأديان"،
وعن مقاومة الاحتلال لا بوصفه استعماراً ينهب الثروات، بل بوصفه عدواً آيديولوجياً، صليبياً أو يهودياً، والمقاومة لا تتمّ عبر محاولة الاستفادة من تقدّمه ونقل مفردات هذا التقدم وآلياته لمجتمعاتنا، كلا بل يتمّ الترويج بكثافة إلى أن المقاومة يجب أن تكون بالانكفاء على الذات والهويّة، والنكوص إلى أعماق التاريخ العربي والإسلامي للتفتيش عن النموذج الأكثر نقاءً، وتلك هي الكارثة.
وحين يكون النموذج المنشود هو متخيّل موهوم وقع في الماضي السحيق وتأسطر مع صقل الكتب والرواة له، فإننا سنبقى مشدودين للتقهقر الفكري والحضاري بشكل عام. إن مجالنا العربي المعاصر، بكافة تجلياته الاجتماعية والسياسية والثقافية محكومٌ بنظرياتٍ خاضعةٍ لتصوّراتٍ صاغتها جماعات الإسلام السياسي، وأخضعت لها بشتى الوسائل جميع الأطياف المتباينة في المشهد العربي. إن البداية كانت في نكوص وتعرّي وانكشاف البدائل التي كانت مطروحةً في المشهد العربي منذ الأربعينيات وحتى نهاية الستينيات من القرن المنصرم.
كان الإعلان عن هزيمة المشاريع العربية الأخرى وعلى رأسها المشروع القومي صارخاً في هزيمة 7691م. وكانت جماعات الإسلام السياسي مضطهدةً في السجون والمعتقلات ومضيّقاً عليها خارجها، غير أن ما نجحت فيه هذه الجماعات يكمن في أنها استطاعت أن تحوّل ما مرّ بها في السجون إلى ملاحم فنتازية فيها من الساديّة ما لا يتحمله الذهن البشري ولا العاطفة الإنسانية.
إن ترويج "الشعور بالصدمة" من خلال سرد وقائع تعذيب مبالغ في معظمها، كان هدفاً مباشراً لجماعات الإسلام السياسي، أرادت أن تكسب من خلاله عدة مكاسب منها: الطعن في المشاريع الأخرى وضرب مصداقيتها، إضافة إلى نشر التعاطف مع مأساتها والظلم الذي تعرّضت له، وكذلك الخروج بمظهر البطل الأسطوري الذي تحمّل ما لايتحمله بشر، وأخيراً فإنه بناءً على الحكايات الأسطورية التي تقبّلها الشارع وتمّ ترويجها عليه، فإن الإمساك بزمامه يقتضي ربطه بخرافاتٍ فكرية تنتج داخل هذه الجماعات وتصدّر لرجل الشارع وتسوّق عليه بشتى أنواع التسويق التي يقف التسويق عبر الدين على رأسها. إن مفردات هذا الخطاب بكل ما تكتنزه وتمتلئ به من مفاهيم وآليات تمركز "الرفض" للرفض، و"المعارضة" للمعارضة، إنها تنشر العداوة والتخاصم وتئد الحوار والتعاون، إنها تشدّ المجتمع إلى الوراء لا إلى الأمام، تعتقل بمنظومتها المتكاملة عقل المتلقي وقلبه حتى لا تدع له مجالاً للتفكير أو المراجعة فضلاً عن النقد والتمحيص.
لقد سيطرت هذه الجماعات لسنواتٍ طويلة على مناهج التعليم في أكثر البلدان العربية، واستطاعت أن تبني أجيالاً وراء أجيالٍ على أفكارها ومبادئها ومفاهيمها، وضمنت بذلك أن يبقى الشخص بعدما يكبر في السنّ أو في المكانة معتقلاً لأفكارها ومبادئها، ويسهل عليها التأثير عليه وتوجيهه، أو على الأقل ضمان أن يعيش مع نفسه في حالة صراع دائم، بين ما يراه صحيحاً ويفعله، وبين ما تمّ إقناعه لسنواتٍ بأنه هو الحق والصواب. ثمة ذئاب بشرية ترتدي لنا لا مسوح الضأن فحسب، بل مسوح الضأن المتدين، المتحدث باسم الدين والإسلام، ذئاب لا همَّ لها إلا نهشنا وأكلنا وجعلنا تروساً صغيرة في مكائنها الكبرى التي تدير، وريشاً يتطاير في عواصفها التي تثير.
بعد كلّ ما تكشّف وتبيّن وظهر للعيان بالأسماء والأرقام والإحصاءات العلمية، أحسب أنه لم يعد أمامنا مزيدٌ من الوقت لنجامل هذه الجماعة من الناس أو تلك، أو أن نحابي هذا التجمّع أو ذاك، يجب أن نتخذ مواقف صريحة وواضحة ومباشرة تجاه معاقبة كل هؤلاء المتلاعبين بالدين كشعارٍ حزبي تارة، وكحزامٍ ناسفٍ تاراتٍ وتارات. إن هؤلاء المجرمين بكل أصنافهم وشكولهم، ومهما اختلفت شخوصهم ووجوهم يعبّرون عن معنى واحد هو معنى محاربتنا ومحاربة ديننا، وتشويهنا وتشويه ديننا، ومن ثمّ استباحة قتلنا وإبادتنا وتدمير كل ما نملكه من عناصر قوّةٍ تنموية كالنفط وغيره، وأمثال هؤلاء يستحقون وبجدارة أن يكونوا عظةً وعبرةً لغيرهم حتى نوقف حمامات الدماء التي تنهمر على أوطاننا كل غداةٍ وكل عشي. مشكلة بهذا الحجم لا يمكن أن تحلّ بعاملٍ وحيد مهما بلغ تأثيره وقوّته ونجاحاته، مشكلة بهذه الضخامة بحاجة إلى استراتيجية متكاملة للحلّ لتستطيع القضاء عليها أولاً، ثم انتزاع جذورها ثانياً، وثالثا تستطيع أن تخطط لغرس نبتةٍ جديدة خالية من كل شوائب هذه المشكلة، نبتةٌ تثمر في ربوعنا رخاء ومحبة وعدلاً وتعايشاً وسلاماً وأمناً ورخاءً، نبتةٌ نرعاها بشغاف القلوب وأهداب العيون، نبتةٌ نسقيها أحلامنا الزاهية وآمالنا العريضة لتبقى لأجيالنا القادمة رمزاً للبقاء، رمزاً يثير لدى الأجيال التحدي بأنها خلقت لتعيش وتبني لا لتموت وتهدم وتدمر وتفجر.
إن زراعة مثل هذه النبتة تحتاج لتخطيط طويل وصبر مديد، ورؤية ثاقبة وبانٍ لا يكلّ وراعٍ لا يملّ، حتى تؤتي النبتة ثمارها وتعشب خضراؤها، ويجد الناس فيها حلماً طالما ضيعوه وأملا طالما غاب أو غيّب عنهم. لقد كان بعض علماء ومفكري عصر النهضة يقولون: "لعن الله ساس ويسوس"، وأصبح منظرو الإسلام السياسي يقولون: "لعن الله ساس ويسوس إن لم تكن لنا وبنا وحدنا دون العالمين"! الإشكال كبير وتعقيداته كثيرة، والحل ليس سهلاً ولا ميسوراً، ففي الحلول مشاكل ومخاطر ومحاذير كثيرة، وهذه طبيعة الدنيا، فمن يبني ليس كمن يهدم، ومن ينمّي ليس كمن يخرّب

قبلة التسامح الديني
19/09/08
( لقاء الإنسان بالإنسان) بتلك المفردات المعبرة , وصف الملك عبد الله بن عبد العزيز لقاءه بالبابا , وهي مفردات تختزل بين طياتها الكثير من المعاني والمضامين المعبرة , وتدل بشكل واضح على أن السعودية تعيش لحظة استثنائية على كافة الأصعدة , وأن هناك حراكاً حثيثاً نحو المراجعة والتصحيح ونقد الذات وأخذ المبادرة بكل شجاعة , بعيداً عن قيود المألوف والخضوع للأطروحات التقليدية , التي لم تعد تؤائم هذا العالم الجديد بمبادئه المعولمة .
كثيرٌ هم المتحدثون في مجالسهم عن الانفتاح على الآخر, والمنظرون لقيم الحوار , إلا أن اطروحاتهم ظلت حبيسة جدرانهم الخاصة , حيث ألجم الخوف ألسنتهم من البوح بشيء من خوالجهم التي يسرون بها جلسائهم , فمن النادر أن نجد من يملك الشجاعة للبوح بتلك الأفكار التي أصبحت مطلباً ملحاً في هذه اللحظة التي يعيشها كوكبنا اليوم , بعد أن بدأت مخالب الإرهاب والتطرف بكافة أنماطه وصوره تخنق أنفاسه , حتى تلاشت أبسط القيم الإنسانية الفطرية , فأصبح الحق في الحياة - كأحد الحقوق الإنسانية الفطرية - التي لم تعد موضع جدل في كافة الشرائع مهددة بغلواء ذلك المارد المتوحش المتعطش لدماء البشر فقط لمجرد إراقة الدماء .
إن تلك المبادرة (الشجاعة) من قامة بحجم الملك عبد الله بن عبد العزيز , فرصة للمعتدلين من كافة الديانات السماوية للاتفاق على أطر وقيم محددة لتقاسم الحياة على هذا الكوكب , الذي لا يمكن لأحد الانفراد في السيطرة عليه دينياً أو فكرياً أو ثقافياً , فقَدَر البشرية التعايش على أرضية تضمن الحرية للجميع في ممارسة معتقداتهم , واجتثاث نبتة التطرف التي لا يمكن حصر جذورها الخبيثة بدين معين , ففي الوقت الذي نجد من بين جلدتنا من يدعو لقتل الآخر ويجير منابر بيوت الله للتحريض على العنف ضده , نجد من الآخرين سفهاء تطاول على رموز الإسلام وكان آخرها فلم (الفتنة) الذي أجج الفتنة وصب زيت التأجيج على نار الإرهاب المستعرة .
وفي تأكيد الملك عبد الله بن عبد العزيز على المرجعية الدينية لمبادرته إشارة إلى أن هناك أصواتاً معتدلة غُيبت وسط علو أصوات متطرفة , حاولت اختطاف الدين واحتكار الحديث باسمه , وملاحقة المتمردين عليها بفتاوى تسطو بها على حقوقهم الإنسانية وتسلبهم أيمانهم وعلاقتهم بخالقهم .
لقد وصلت غلواء التطرف إلى أن نصب البعض نفسه وكيلاً عن الله في أرضه وأعطى لنفسه الحق في تحديد من له الحق بالحياة ومن يجب أن يقتل , في تمرد على أبسط مرتكزات ومفاهيم الدولة الحديثة القائمة على المؤسسات والمحكومة بالنص القانوني , الذي يفترض أن يكون مستقلا عن سلطة رجل الدين , إلا أن تلك المفاهيم التي أصبحت تحكم عالمنا اليوم - على بساطتها - لازالت هناك فئة من الغلاة لم تستطع التعايش معها , والإدراك بأن تلك العوالم الجاثمة في رؤوسهم التي يحكمها الفرد على قاعدة : (ضحوا تقبل الله ضحايكم فإني مضح بالجعد بن درهم ) أصبحت من ركام التاريخ , ولا تعدو أن تكون حلقة من حلقات التطور المعرفي والثقافي للبشرية , وأن عالمنا اليوم أصبحت القيم الإنسانية المجردة هي التي تشكل مرتكزاته الأساسية وتحدد معالمه , وليست الفتاوى كالحة السواد التي تكمم أفواه البشر , وتصادر حقهم الأصيل في حرية الرأي والتعبير عنه .
إن التكفير كأحد إفرازات التطرف والغلو الذي طال نخبة من المثقفين والمفكرين ليبرهن بأن غلاة قومنا لم تتسع آفاقهم لأطروحات التعايش السلمي مع أتباع الديانات والعقائد الأخرى وإنما ضاقوا ذرعاً بأبنائهم الذين لم يرضخوا لأفكارهم وحاولوا ممارسة التفكير الذي لا يمكن لأحد مصادرته أو الالتفاف عليه في محاولة يائسة لأعادة عرى سلطة بدأ بنيانها بالتآكل , لأن الناس شبت عن طوق سطوتهم ولم تعد ترضى بالوصاية . إن حرية الرأي والتعبير عنه , تشغل حيزاً مهماً في الشرعة الدولية لحقوق الإنسان , حيث أكدت عليها كافة الإتفاقيات والاعلانات والمواثيق الدولية والاقليمية , وأصبح مستقرا في وجدان الشعوب والأمم بأن من حق الإنسان أن يمكن من التعبير عن رآيه فى الوقت والمكان الذى يجد انهما مناسبان لذلك , دون أي خوف من سلطة دينية أو سياسية أو اجتماعية فهو حق أصيل مؤيد بنصوص قانونية مجردة ليست بحاجة إلى إضفاء الشرعية عليها بفتوى من شيخ أو بمباركة من مرجعية دينية , وإنما هي مكتسب للإنسان ناضل من أجله على مر التاريخ , حتى غدى مسلمة لا تقبل الجدل أو المراء وأن أي عدوان على هذا الحق إنما هو عدوان على الإنسان الذي كرمه الله وفضله على كثير ممن خلق تفضيلاً .
أنه وفي ظل تنامي النفس الحقوقي في السعودية , في زمن الفضاءات المفتوحة , واتساع مسامات الحرية , لم نسمع صوت إدانه من قبل بعض النشطاء الاجتماعيين والسياسين لفتاوى التكفير الجائرة التي صدرت أخيراً بحق مثقفين وكاتبين سعوديين , مع أن تلك الفتاوى إنما هي مصادرة للحق في الرأي والتعبير التي أكدته كافة الاتفاقيات والصكوك الدولية إلا أن البعض من يتعاطون مع حقوق الإنسان لا زالت تأسرهم الرؤية الكلاسيكية المتفشية في عالمنا العربي للتعاطي مع انتهاكات حقوق الإنسان , التي تربط مصادرتها بالدرجة الأولى بالسلطة السياسية , ويحاول أولئك (البعض ) أن يستغل ملف حقوق الإنسان كفزاعة سياسية , دون تنبي حقيقي لقيمها العليا ومبادئها السامية , لذا يتلكأ السياسيون عن إدانة انتهاك السلطة الدينية ورموزها لحقوق الإنسان , ولا يواجهون تجاوزاتها الحقوقية بالشراسة والحدية التي يواجهون به انتهاكات السلطة السياسية , لأنهم يستخدمون الملف الحقوقي كآلية من آليات العمل السياسي , يحرك حسب أتجاه الرياح الموسمية وإلا ما الفرق بين الاعتقال التعسفي وبين التكفير ؟ فإذا كان الأول هو مصادرة لحرية الإنسان , فإن الثاني مصادرة لعقله واعتقال لفكره .
وإذا كانت المملكة قد شرعت أبوابها للتحديث الاقتصادي والسياسي والتشريعي فإن الملك "الإنسان" قد فتح ذراعيه للعالم ليدشن مملكة التسامح في عالم يضطرب وتزداد مشكلاته .

إبحث / تصفح / إستعرض الموقع من خلال المواضيع

اجندة حقوق الانسان (1) احزاب (21) اديان (12) إصلاح (61) إضراب (3) اطفال (19) اعتقالات (2) اعدام (1) إعلام (24) اعلان (11) اغاثة (7) أفلام (32) الاردن (54) الإمارات (3) الامم المتحدة (2) الانتخابات (6) الإنترنت (7) الانسان العربي (28) البحرين (1) البطالة (1) البيئة (4) التمييز العنصري (22) الحروب (3) الحرية (4) الشباب العربي (18) الشرق الاوسط (18) الشفافية (3) العدالة (5) العدالة الإجتماعية (69) العراق (6) العشائرية (2) العنف (12) العنف الجامعي (3) الغام (1) المرأة (6) المغرب (1) الملكية الدستورية (2) اليمن (1) اليوم العالمي (5) اليوم العربي (2) أنظمة (36) برامــج (18) بروشورات (4) تدوين (11) تراجيديا (19) تعذيب (18) تعليم (22) تقارير (5) تنمية (4) ثورات الغضب الشعبية (69) ثورة العبيد (2) جامعات (4) جرائم ضد الانسانية (31) جوائز حقوق الانسان (2) حريات (14) حرية تعبير (8) حزب الخضر الأردني (12) حقوق الاقليات (1) حقوق الانسان (92) حقوق الحيوانات (1) حقوق اللاجئين (5) حقوق المعاقيين (2) حقوق المواطنة (4) حقوق تائهة (12) حملات تضامنية (55) خواطر (59) دليل دراسي (5) ديمقراطية (11) رسائل (6) سلام (3) سلسلة (19) سوريا (40) سياسة (12) شعر و أدب إنساني (10) صور (39) عقوبة الإعدام (1) عنف (8) فساد (14) فكر (6) فلسطين (13) قانون (12) قضايا مجتمع (108) كتب (13) ليبيا (8) مدونة سلوك (1) مذاهب سياسية (2) مصر (9) مصطلحات حقوقية (13) مظاهرات (5) معاهدات و اتفاقيات (2) مقالات المحرر (49) منح (1) منقول (32) نشطاء (8) وثائق (15) ورش عمل (7) ويكيليكس (2) ENGLISH (7)