30‏/10‏/2011

سلاح القتل الاجتماعي في الاردن / 1- بلطجة النظام التعليمي

بلطجية النظام التعليمي ليست ظاهرة عابرة , هي ثقافة اصبحت متجذرة في المجتمع الأردني ... فالشاب الذي فقد ادنى تربية سلوكية في المدرسة , ينمو على حب المشاجرة و الاحتكاك السلبي مع افراد المجتمع , سرعان ما يتمسك بعادات اقرانه السوء من ادمان على التدخين , سرعان ما يتطور به الامر الى ادمان على الكحول  و حمل السلاح الابيض ( الموس ) و  البعض الاخر بات يحمل سلاحاً نارياً ...

هذا الشاب فقد حلقة الوصل بينه و بين المجتمع السليم منذ امرت جلالة الملكة بمنع ضرب التلاميذ في المدارس ... بات التلميذ متمردا على واقعه و متاثرا بمحيطه السلبي ... بات يشكل كابوسا على زملائه و على معلمه من توجيه التهديد له بالضرب و الاعتداء عليه .... ففقد المجتمع بذوره الطيبة المتمثلة باجياله الناشئة ... 
لقد كان الطالب في ايامنا يخشى من المعلم ان يراه يدخن حتى و ان كان بالشارع العام ... اما الان فان الطلبة باتوا يدخنون  و يتعاطون الكيف ( الحشيش ) داخل الغرف الصفية . دون اي اكتراث من المعلم او ان يكترث بهم المعلم حتى .... خشية ان يتعرض لانتقام الطلبة و ذويهم ان وشى بهم ....
بات مجتمعنا يخرج البلطجية بعد ان فشل نظامنا الدراسي لسبب تافه جدا .... بسبب منع ضرب و تاديب المعلم لتلميذه السيْ ....
ان ضرب تلميذ شرقي يختلف عن ضرب تلميذ يعيش في مجتمع واع و مثقف كالمجتمعات الغربية و من الخطا ان ننتقل بمجتمعنا بخطوة واحدة استباقية الى الامام لنقارن انفسنا بما وصل اليه الاخرون ...
ان تلميذنا الشرقي ولد في بيئة متمردة نوعا ما عن تلك البيئة التي نما و ترعرع فيها طفل المجتمعات الغربية او المتطورة ....
ان مجتمعنا مازال متمسكا بعادات و تقاليد متجذرة تحتم علينا ان ناخذها بعين الاعتبار عند رسم اي سياسة تعليمية مثل " منع ضرب الطلبة " فمجتمعنا مازال يشحن ابناءه على ضرورة الانتقام من المعتدي و مازال يلقن ابناءه بان يكون قويا و لا يسمح لأحد بالاعتداء عليه .. و افضل وسيلة لخلق نوع من التوازن مع ثقافة المجتمع كانت وسيلة ضرب و تأديب الطلبة لا بمنعها ... حيث زاد الاجراء من تعنت و تمرد الطلبة ...
لقد بات المدرس يعاني من كابوس الاستهزاء به و من كابوس تعرضه للضرب اذا وبخ احدهم بل و بات يذهب الى المدرسة فقط لمجرد ان يعطي الدرس غير أبه إذا استوعب احدهم الدرس ام لا   ... بات ينتظر نهاية كل شهر بفارغ الصبر ليقبض راتبه ليس الا ... و لم يعد لديه أدنى رغبة بان ينشىْ جيلا او يساهم في نهضة مجتمع ....
هذا التحول الجذري في نظام التعليم بدا واضحا و جليا منذ صدرت الاوامر بمنع ضرب الطلبة .... 
كان حري بوزارة التربية و التعليم و بدلا من ان تقول للمكلة حاضر ستي ... ان تنبه جلالة الملكة بانه لا يجوز تطبيق هذا القرار بدون تطبيق عملي جزئي للوقوف على نتائجه من سلبيات و ايجابيات قبل اعتماده كلبا ً .... فالملكة غير مطلعة على ثقافة وسلوكيات الاحياء الفقيرة و الشعبية و التي تعتبر البيئة الخصبة التي تترعرع فيها البلطجة على اختلاف انواعها .
نحن لا ننظر الى معاناة معلم معين ام ماساة بلطجي معين ... نحن ننظر الى ما سيحمله المستقبل لنا من اجيال لن تكون قادرة على بناء اسرة و المساهمة في بناء المجتمع ... بعد ان يفتقد الجيل الى التربية السليمة و السلوك السوي ... 


فهل هذه الاجيال ستحافظ على قيم المجتمع الاردني و عاداته و على الوطن ام ستكون اول من يتنازل عنها و عن الوطن امام اقل عاصفة ....

 لا اعتقد باننا نبالغ عندما نصف مثل هذه الظاهرة و نعول  اسباب فشل النظام التعليمي عليها فنحن اكثر دراية من الوزارة عن نتائج سياسة التعليم الفاشلة ( سياسة منع تاديب و ضرب الطلبة ) و اثارها على الطلبة و المجتمع ... فنحن  نرى الظاهرة في الشوارع و في الاحياء و نراها بادية على وجوه الشباب الاردني الذي اصبح يحمل علامة فارقة على وجهه ( ضربة موس ) او سيجارة حشيش او هاتف خلوي مليْ بالافلام الاباحية بخلاف ما يرويه لنا الاساتذة من معاناة و من مشاهدات يندب لها الجبين 

مفردات شائعة الاستعمال و تستعمل بكثرة لدى بلطجية النظام التعليمي الاردني : 
سيجارة - حشيشة - موس - مسدس - علبة جل - بنطلون ساحل - علبة واكس- صديقة - تلفون خلوي - سبايكي - افلام اباحية ...


حلول سريعة :
1- العودة الى نظام تاديب الطلبة
2- اقرار وزارة التربية و التعليم لسلسلة اجراءات عقابية .
3- اعطاء المدرس صلاحيات اوسع للتوصية بالفصل / توقيع العقوبات .
4- التوسع في المناهج التربوية - السلوكية - الاسلامية : بعد ان طبقت بعض سجون الولايات المتحدة الامريكية ؟؟؟؟؟!!!!!! ( سبحان الله ) نظام الدعوة الاسلامية على السجناء فكانت النتائج ايجابية .


نصحية مجانية لوزير التربية و التعليم الاردني :
اتق الله في عملك و في منصبك و فيما اوكلت اليه من مسئوليات فانت مسئول عن اجيال و كل ذلك بشحطة قلم ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لمشاركتكم
ان مدونون من أجل حقوق الانسان ترحب بمشاركاتكم و تشجع عليها و تحتفظ بحقها في نشر او عدم نشر اي تعليق لا يستوفي شروط النشر وتشير الى ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء مدونون من أجل حقوق الانسان وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً. شروط النشر: ان مدونون من أجل حقوق الانسان تشجّع قرّاءها على المساهمة والنقاش وابداء الرأي وذلك ضمن الاطار الأخلاقي الراقي بحيث لا تسمح بالشتائم أو التجريح الشخصي أو التشهير. كما لا تسمح بكتابات بذيئة او اباحية او مهينة كما لا تسمح بالمسّ بالمعتقدات الدينية او المقدسات.

إبحث / تصفح / إستعرض الموقع من خلال المواضيع

اجندة حقوق الانسان (1) احزاب (21) اديان (12) إصلاح (61) إضراب (3) اطفال (19) اعتقالات (2) اعدام (1) إعلام (24) اعلان (11) اغاثة (7) أفلام (32) الاردن (54) الإمارات (3) الامم المتحدة (2) الانتخابات (6) الإنترنت (7) الانسان العربي (28) البحرين (1) البطالة (1) البيئة (4) التمييز العنصري (22) الحروب (3) الحرية (4) الشباب العربي (18) الشرق الاوسط (18) الشفافية (3) العدالة (5) العدالة الإجتماعية (69) العراق (6) العشائرية (2) العنف (12) العنف الجامعي (3) الغام (1) المرأة (6) المغرب (1) الملكية الدستورية (2) اليمن (1) اليوم العالمي (5) اليوم العربي (2) أنظمة (36) برامــج (18) بروشورات (4) تدوين (11) تراجيديا (19) تعذيب (18) تعليم (22) تقارير (5) تنمية (4) ثورات الغضب الشعبية (69) ثورة العبيد (2) جامعات (4) جرائم ضد الانسانية (31) جوائز حقوق الانسان (2) حريات (14) حرية تعبير (8) حزب الخضر الأردني (12) حقوق الاقليات (1) حقوق الانسان (92) حقوق الحيوانات (1) حقوق اللاجئين (5) حقوق المعاقيين (2) حقوق المواطنة (4) حقوق تائهة (12) حملات تضامنية (55) خواطر (59) دليل دراسي (5) ديمقراطية (11) رسائل (6) سلام (3) سلسلة (19) سوريا (40) سياسة (12) شعر و أدب إنساني (10) صور (39) عقوبة الإعدام (1) عنف (8) فساد (14) فكر (6) فلسطين (13) قانون (12) قضايا مجتمع (108) كتب (13) ليبيا (8) مدونة سلوك (1) مذاهب سياسية (2) مصر (9) مصطلحات حقوقية (13) مظاهرات (5) معاهدات و اتفاقيات (2) مقالات المحرر (49) منح (1) منقول (32) نشطاء (8) وثائق (15) ورش عمل (7) ويكيليكس (2) ENGLISH (7)