أكبر خطأ إرتكبناه كجنس بشري عربي نعاني من تبعياته و سنبقى ندفع ثمنه لوقت طويل هو الجهل الذي ولد الخوف و الرهبة داخل أنفسنا بأن سمحنا لانظمة ديكتاتورية تحكمنا و وجدنا صعوبة بالغة في إزالتها .
فوعينا الحالي لن يكون كافيا ليمسح تبعيات و اثار جهلنا في ليلة و ضحاها ...
نظام القذافي دمر ليبيا و مسح مدنا من على وجه الارض ... و من سيدفع الثمن ... هو الشعب الليبي و من احتياطيات نفطه التي لن تكفي لاكثر من 25 عاما و لن تكون كافية حتى لاعادة اعمار ليبيا التي خسرت اكثر من 480 مليار دولار من ارصدة و منشات و من تكاليف للحرب .... الخ.
العراق : خسر شعبا و ارضا و ثروات مقابل تحريره من نظام سابق ... لن يعوض بترول العراق ما خسره و لن يتلمس المواطن العادي نعمته إلى الأبد و يحتاج العراق الى خمسين عاما لاعادة ما فقده من مثقفين و بنية تحتية طبيعية .
نظام الاسد على استعداد لحرق سوريا و من عليها من بشر في سبيل المحافظة على مقدرات و سلطة عائلة الاسد ... من الضحية و من الخاسر الاكبر ... هو الشعب ...
مصر التي كانت تزرع ما يستورده مواطنيها الذين يعاني ثلثيهم من جهل وامية و فقر نهبت ثرواتها على يد جلاديها لن تشعر بالامان الاجتماعي و الاقتصادي في ليلة و ضحاها ... هل سيقفز مستوى دخل الفرد المصري من 300 دولار سنويا الى 2500 دولار ( الحد الادنى لمستوى المعيشة )
هو الجهل الذي عشنا في كابوسه طوال عقود من الزمن لنكتشف ان التخلص منه يحتاج الى ثمن كبير و تضحية كبيرة .... حالنا كشعوب عربية اشبه ما يكون بحال المطلقة التي وجدت حريتها من زوج كان يذيقها الوان العذاب لتكتشف انها اصبحت ضحية مجتمع لا يرحم انثى اسمها مطلقة .... طلقنا انظمتنا المستبدة لنجد انفسنا نستجدي المارة بحثا عن لقمة عيش كريم و من يعيد اعمار بلادنا التي دمرت و نحن من كان يقف فوق كنز كبير نهب و دمر عن بكرة ابيه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا لمشاركتكم
ان مدونون من أجل حقوق الانسان ترحب بمشاركاتكم و تشجع عليها و تحتفظ بحقها في نشر او عدم نشر اي تعليق لا يستوفي شروط النشر وتشير الى ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء مدونون من أجل حقوق الانسان وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً. شروط النشر: ان مدونون من أجل حقوق الانسان تشجّع قرّاءها على المساهمة والنقاش وابداء الرأي وذلك ضمن الاطار الأخلاقي الراقي بحيث لا تسمح بالشتائم أو التجريح الشخصي أو التشهير. كما لا تسمح بكتابات بذيئة او اباحية او مهينة كما لا تسمح بالمسّ بالمعتقدات الدينية او المقدسات.