منقول :
في إحدى استطلاعات التلفزيون السوري في الشارع قالت إحدى السيدات: يريدون حرية؟ ماذا يريدون أكثر من هذه الحرية؟ أنا أخرج من بيتي الساعة 12 ليلاً دون أي مشكلة.
لا أعرف إن كان جواب هذه السيدة مضحكاً أم مبكياً؟! هل إلى هذا الحد شوهت حياة الظلم والاستبداد التي يعيشها السوريون مفاهيمهم الأساسية فأصبحوا لا يعرفون ما معنى كلمة الحرية عندما يسمعونها في سياق الحراك الشعبي السوري الحالي؟
هل يعقل أن هذه السيدة نسيت أنها لا تستطيع أن تنطق بكلمة تنتقد فيها سياسة بلدها إلا إذا تلفتت سبع مرات للتأكد من خلو المكان؟!
ألم تكن من متابعي صحيفة الدومري وتساءلت عن سبب توقفها يوماً؟!
هل تعرف هذه السيدة سورياً واحداً تجرأ على أن يختار "لا" في ورقة الاستفتاء؟!
هل نسيت هذه السيدة أن ابنها ترك الصلاة في الجيش لأن قائد فرقته قال لكل المجندين أن الصلاة ممنوعة في الجيش؟!
هل تعلم هذه السيدة أن هناك من يقبع في سجون بلدها سورية لأنه انتقد تزوير الانتخابات في إيران؟!
هل يا ترى كانت هذه المرأة تتغابى أم أنها فعلاً لا تعرف معنى الحرية؟ إن كان الجواب هو الأول فدواؤها ليس عندنا، أما إن كانت فعلاً لا تعرف معنى الحرية فنحن بحاجة إلى الحرية لنشرح لهذه السيدة وغيرها من أبناء شعبنا ما معنى الحرية!
ليت هذه السيدة و كثيرمن مواطني سوريا يعطون لأنفسهم فرصة لزيارة ذلك العالم الذي يصفه النظام السوري بالرجعي و المتخلف ليرى كم من الحريات و الحقوق يفتقد اليها المواطن السوري و ليعي حينها معنى الحرية الحقيقي و كيف أن الانسان السوري يعيش كما يقال من قلة الموت .
إن جزء غير قليل من المجتمع السوري يحتاج بعد سقوط النظام إن شاء الله إلى عملية غسيل دماغ مستعجلة لتنظيف ما خلفته الماكينة الاعلامية الرسمية طوال الاربعين عاماً حيث تركت تأثيراً كبيراً لدى قناعات بعض المواطنين من ان سوريا هي بلد الحريات و بخلافها فإن العالم فاسد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا لمشاركتكم
ان مدونون من أجل حقوق الانسان ترحب بمشاركاتكم و تشجع عليها و تحتفظ بحقها في نشر او عدم نشر اي تعليق لا يستوفي شروط النشر وتشير الى ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء مدونون من أجل حقوق الانسان وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً. شروط النشر: ان مدونون من أجل حقوق الانسان تشجّع قرّاءها على المساهمة والنقاش وابداء الرأي وذلك ضمن الاطار الأخلاقي الراقي بحيث لا تسمح بالشتائم أو التجريح الشخصي أو التشهير. كما لا تسمح بكتابات بذيئة او اباحية او مهينة كما لا تسمح بالمسّ بالمعتقدات الدينية او المقدسات.