محمد الوليدي
لا يمكن تخيل مدى حجم الجريمة والفضيحة التي كشفها التلفزيون السويدي عن تعرض أمريكي مسلم من أصل سوداني لتعذيب وحشي من قبل الأمن الإماراتي بإوامر أمريكية على مدى أكثر من مئة يوم، تم تعذيبه فيها بكل همجية ليلا ونهارا، لا لسبب إلا لأنه رفض أن يكون جاسوسا للإف بي آي والتجسس على أحد أئمة المساجد في أمريكيا، جريمة تخرج النظام الإمارتي عن نطاق الأمة وتضعها في صف الأعداء وتخرجها من دين الأمة وتضعها في بوتقة العبودية والذل والإسترزاق لدى أمريكيا، جريمة تكشف الى أي مدى منحط وذليل وخياني وصل اليه حكام الإمارات، وهذا يؤيد تماما ما ذهبنا اليه في السابق من أن جهاز الأمن الإماراتي قد تورط وأشترك مع الموساد الصهيوني في إغتيال المجاهد الفلسطيني محمود المبحوح، لذا على حركة حماس وحالا ان تتقدم بطلب رسمي للإنتربول من أجل إلقاء القبض على ضاحي خلفان الذي تشير دلائل عديدة لتورطه في دم هذا المجاهد مع الموساد الصهيوني، فلتقم حماس بهذا وإلا تكون قد فرطت بدم هذا المجاهد، كما أن مثل هذا الطلب سيكشف مصداقية جهاز الإنتربول والذي لطالما كان في خدمة أعداء الأمة.
لقد ذهب حكام الإمارات بعيدا في عدائهم للأمة وأصبحوا يشكلون خطرا عليها، فلم يوفروا شعبهم حين سجنوا وعذبوا الدعاة والعلماء منهم ولا نستبعد أنه يتم ذلك بطلب أمريكي أيضا، بل هناك ثمة إشارات الى أن من يعد اللوائح القانونية ضد هؤلاء العلماء والدعاة هو محامي إيراني في الإمارات يدعى الدكتور حبيب الملا! ولم يوفروا أيضا الوافدين لبلادهم، ناهيك أن شرورهم تخطت كل الحدود في تمويلهم عمليات قذرة لصالح أعداء الأمة في أفغانستان والعراق وفلسطين، وكم من المحزن والمخزي أن هولندا عندما أطلعت على العرض الذي قدم لها بخصوص تمويل عمليات أمنية خاصة في الأراضي الفلسطينية بالتعاون مع الكيان الصهيوني، قامت برفض هذا العرض وقالت أن شرف الدولة الهولندية يرفض القيام بإعمال كهذه!، لكن الإمارات وافقت حالا أن تحل بديلا عنها، فقد كان شرف قادتها واسعا وكيف لا وهي تحكم من قبل مجموعة من الشواذ والمدمنين.
نعم، شواذ ومدمنون ويستحقون الحجر عليهم أو إعادتهم الى مأرب من حيث جاؤوا، فشعب الإمارات الطيب ضاق بهم ذرعا، فما أن مات والدهم حتى بدأت خلافاتهم وشنوا حملات تخوين بين بعضهم البعض أدت في النهاية الى قتل بعضهم في حوادث طيران وهمية، وبعضهم لا يستطيع الخروج من الإمارات كالشيخ فلاح بن زايد بسبب القضايا المرفوعة عليه في قضايا لواط في سويسرا، أيضا الشيخ عيسى بن زايد وهو شاذ وسادي آخر والذي برأه قضاء الزور الإماراتي مؤخرا رغم شريط فاضح بث له وهو يعذب أفغانيا بكل سادية، وأدعوا أن الشيخ كان مخدرا دون أن يدري،كما أن القادم أعظم حيث ثمة من يتفاوض مع أحد ضحايا هذا الشيخ وهو رجل الإعمال النابلسي من أجل الحصول على كافة الأشرطة التي تفضح هذا الشيخ وجهاز أمنه من أجل كشف الطابق كله، ولا أدري فيما لو كشفت لقطات تتعلق بمجموعة من السودانيين وهم يُجرون في الأصفاد كعبيد القرون الوسطى على يد أفراد من رجال الأمن الإماراتي من قصر الشيخ عيسى بن زايد الى صحراء الرعب والعذاب حيث يرتكب فيهم هذا الشيخ السادي حفلة تعذيب جماعي بحقهم، ولا أدري حين كشف ذلك هل سيقول قضاء الزور الإماراتي أن رجال الأمن والشيخ خُدروا دون علمهم.. قد يحدث أي شيء لكن لا أعتقد أن الشعب السوداني سيلزم الصمت بعد هذه الجريمة.
قطاع طرق أبتلي بهم أطيب شعوب الخليج .. نسأل الله عز وجل أن يريحهم من هذا البلاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا لمشاركتكم
ان مدونون من أجل حقوق الانسان ترحب بمشاركاتكم و تشجع عليها و تحتفظ بحقها في نشر او عدم نشر اي تعليق لا يستوفي شروط النشر وتشير الى ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء مدونون من أجل حقوق الانسان وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً. شروط النشر: ان مدونون من أجل حقوق الانسان تشجّع قرّاءها على المساهمة والنقاش وابداء الرأي وذلك ضمن الاطار الأخلاقي الراقي بحيث لا تسمح بالشتائم أو التجريح الشخصي أو التشهير. كما لا تسمح بكتابات بذيئة او اباحية او مهينة كما لا تسمح بالمسّ بالمعتقدات الدينية او المقدسات.