من المعيب جداً ان تتحول رسالة الجامعات الأردنية من مناهل تعليمية الى اوكار عنف مسلح و ان يتحول هذا العنف الى ظاهرة تعم كل الجامعات الأردنية الحكومية منها و الخاصة .
و من العيب ان يطول العنف الجامعي الطلبة العرب و الاجانب الوافدين الى الاردن دون غيره لاكمال مرحلتهم الجامعية .
و قمة العيب أن تقف وزارة التعليم العالي عاجزة عن اتخاذ أي إجراءات لاستئصال هذه الأفة الخطيرة ( و تترك المسألة لاختصاص ادارة الجامعات ) التي تسيْ الى النظام التعليمي و الى سمعة العشائر و العائلات و الى سمعة المجتمع الاردني ككل .
إقتراح ...
قمنا مطلع العام 2007 بإجراء دراسة ميدانية داخل جامعة الإسراء الأردنية و حينها لم يكن العنف الجامعي يشكل ظاهرة مستشرية بهذا الشكل - و كانت الدراسة لغرض معرفة جدوى تطبيق برنامج حقوقي " أندية حقوق الانسان الجامعية " لغرض نشر ثقافة حقوق الإنسان داخل بيئة الجامعات الأردنية التي إعتبرناها أفضل بيئة مناسبة لتأسيس مثل هذه الاندية لتوفر عاملي المجتمع النموذجي المصفر الذي تتعدد فيه الاصول و المنابت .
و لكون هذه الشريحة على درجة كافية من الوعي بأهمية الحقوق و بالتالي إختصار الكثير من الوقت و البرامج التي يتطلب وجودها كمقدمة لا بد منها قبل التطرق الى مسالة الحقوق .
الدراسة استخلصت في حينه ان الاندية الجامعية ذات جدوى عالية و فائدة كبيرة ليس فقط لدمج اعضاء هذا المجتمع المصغر مع بعضهم البعض و تذويب الاختلافات و الاصول و المنابت في مذهب انساني و علاقة انسانية واحدة مشتركة يجمعها الحب و الود و الاحترام المتبادل .
و إنما لتكون هذه الاندية منبرا طلابيا و ركنا اساسيا لمعالجة اي خلاف ينشا بين الطلبة و ليكون صمام امان لحقوق الطلبة .
فالاندية التي يفترض ان تدار من قبل هيئة طلابية منتحبة تمثل في عضويتها طلبة أردنيين و عرب و اجانب تعمل على تثقيف الطلبة بمناهج لا دراسية ( حقوقية ) من مبادىء حقوق الانسان و تنمية العمل التطوعي و الجماعي - حل مشاكل الطلبة - دمج الطلبة الاجانب و العرب في عادات و تقاليد المجتمع الاردني - التعريف المتبادل بثقافات الاخرين - و هذا كله من شانه ان يعزز و ينمي و يطور ثقافة و مبادىء و علاقة الغحترام المتبادلة بين جميع الطلبة .
مرة أخرى نعاود طرح هذا البرنامج و نقدم هذا الاقتراح الى ادارة الجامعات الاردنية و الى وزارة التعليم العالي الاردنية للمساهمة في تاسيس و تعميم فكرة اندية حقوق الاسنان الجامعية ... فهي الكفيلة بوأد ظاهرة العنف الجامعي الى جانب سياسات الجامعات الداخلية التي تتخذها عادة للحد من ظاهرة العنف الجامعي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا لمشاركتكم
ان مدونون من أجل حقوق الانسان ترحب بمشاركاتكم و تشجع عليها و تحتفظ بحقها في نشر او عدم نشر اي تعليق لا يستوفي شروط النشر وتشير الى ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء مدونون من أجل حقوق الانسان وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً. شروط النشر: ان مدونون من أجل حقوق الانسان تشجّع قرّاءها على المساهمة والنقاش وابداء الرأي وذلك ضمن الاطار الأخلاقي الراقي بحيث لا تسمح بالشتائم أو التجريح الشخصي أو التشهير. كما لا تسمح بكتابات بذيئة او اباحية او مهينة كما لا تسمح بالمسّ بالمعتقدات الدينية او المقدسات.