تعميم مفهوم المواطنة هو تعميم لمبدا عدم التمييز العنصري
31/12/09
إن وصول أصحاب القرار في أي مجتمع كائن بشري إلى مرحلة نقاش تعميم المواطنة هو انجاز يستحق الثناء لأنه تحول جذري في المفهوم و الرؤية و المعاملة و بالتالي قفزة نوعية للارتقاء بسلم الحقوق .و من أجمل ما يقال بان مجتمع ما تحول من مجتمع عنصري كدولة جنوب إفريقيا إلى مجتمع غير عنصري .
و لب المواطنة يكمن في مصطلح عدم التمييز العنصري لان تطبيقه ينتج الولاء و الانتماء و العكس صحيح فلا اعتقد بأي حال من الأحوال وجود انتماء و ولاء لأي فرد يعيش تهميشا عنصريا و من هذا المنطلق فإننا ندعو المجتمعات العربية و خصوصا تلك التي تتكون من أقليات و عرقيات إلى اعتماد معيار عدم التمييز العنصري في كل تعاملاتها مع المواطنين , بإقراره رسميا و بتطبيقه عمليا من خلال الدوائر و المؤسسات الحكومية و يكمن ذلك في إقرار نص صريح و مختصر يغني عن عشرات القوانين و النصوص القانونية يحتوي على الدلالات التالية :
كل مواطني الدولة يتمتعون بحقوقهم التي نص عليها الدستور و بمعاملة على السواء بدون أي تمييز عنصري قائم على : الدين - المذهب الديني - الأصل العرق - الجنس- العمر- المذهب الفكري - المذهب السياسي أو الإعاقة الجسديـة
مدلول مستورد تم تطبيقه في اغلب دول العالم التي تنشد التنمية و تحفيز المواطنين على البناء و تصبو إلى ولاء و انتماء مواطنيها و تدعي العدالة و المساواة ... فكانت النتيجة ما نراه من تطور مدني و حضاري و علمي و اقتصادي في اغلب الدول التي اعتنقت مبدأ عدم التمييز العنصري و طبقته بينما نجد مجتمعاتنا العربية و للأسف في مراتب متدنية من النماء و التطور رغم أن الدساتير العربية احتوت على نصوص داعية لاحترام حقوق الإنسان أكثر مما احتواه الدستور السويدي و الياباني .
لم تعد العبرة بما يكتب و يقال بل بما يطبق و يتلمسه المواطن .. و ما لم يكن مبدأ عدم التمييز العنصري مطبقا في جميع المعاملات التي يتفاعل المواطن و إياها مباشرة كالوزارات و المؤسسات الحكومية بحيث تصدر كل المعاملات أو تختتم بمبدأ عدم التمييز العنصري .
مبدأ بسيط و جميل و شامل استطعنا من تجربة شخصية ان نؤسس مجتمعا جميلا مبنيا على التعددية و الشمولية فمن خلال عملي الالكتروني في شبكة برامج حقوق الإنسان العربي الالكترونية و التي اصطلح على تسميتها ب ghrorg استطعنا بحمد الله و فضلة من تكوين مجتمع مكون من عرب مسلمين و مسيحيين و عرب و غير عرب و من مختلف المذاهب و التوجهات الدينية و الفكرية و السياسية و الاجتماعية , لا بل استطعنا أن نوطد بنيان هذا المجتمع مع مجتمعات أخرى و أشخاص بعيدون كل البعد عنا جمعنا و إياهم اعتناقنا لمبدأ عدم التمييز العنصري فحقنا ما نستطيع القول بدولة إلكترونية قامت و تقوم على أساس عدم التمييز العنصري .
مبدأ بسيط يمكن تطبيقه للدول و للأسر و للعلاقات الشخصية و العامة ,, أيضا يمكن تطبيقه داخل الشركات و الأعمال التجارية .
لما لا فيما لو كانت الفائدة المرجوة منه أن تعم المساواة و العدالة و المصداقية التي ستحقق الوحدة و الانتماء و الولاء و التقدم .