يوما ما ؟؟!!
24/5/2006يوما ما ستستنشق شعوب منطقتنا العزيزة عبير الحرية و الديمقراطية.. لا لسبب معين و انما لطبيعة المتغيرات التي تحدث في عالمنا المعاصر .. ففي ظل الانفتاح و العولمة السائدين اصبح لا مكان للانظمة الديكتاتورية و المستبدة ... على الاقل حتى تضمن بقائها على قيد الحياة ... فالعولمة و الانفتاح السائدين و الذي اطلع مجتمعات و انظمة العالم على بعضها البعض و قرب بينها و يعمل على تذويب الاختلافات و صهرها ضمن فلسفة و مفهوم واحد مشترك للحياة ... اصبح يرفض الممارسات الديكتاتورية و المستبدة من الناحية الثقافية مبدأيا , سيعمل على رفضه عمليا في القريب العاجل .
اصبحت مجتمعات عالمنا تتناقل الاخبار و الاحداث بسرعة عالية و اصبحت المجتمعات مكشوفة على بعضها البعض و لم يعد بالامكان اخفاء الافعال و الممارسات القذرة التي تعودنا عليها كشعوب مغلوب على امرها
حكمة الله تنجلي بان ادوات الانفتاح و التطور التي تسعى انظمتنا العربية المستبدة الى امتلاكها لمواكبة هذا التطور و الانفتاح العالمي مثل السوق الحرة و الفضائيات و الانترنت هي نفسها التي ستقصم ظهرهم ان شاء الله . سبحان الله جعل الله مكمن الداء في بطونها ؟؟
مهما شددت انظمتنا المستبدة و الديكتاتورية من رقابتها و سياستها ضد الانفتاح الديمقراطي الا ان ان الاصوات مازالت و ستبقى عالية و مسموعة و تنادي ؟؟؟ مهما راقبت انظمتنا شبكة الانترنت فان منافذ التعبير و الراي تتجدد دوما و دوما لتعلو اصوات الاصلاح و التغيير ؟؟
نعلم مسبقا بان هذا الانفتاح العالمي و تاثيرات العولمة لها تاثيرات جانبية سيئة على مجتمعاتنا و شعوبنا يتمثل اهمها بمحاربتها او رفضها لبعض معتقداتنا الدينية او عاداتنا و تقاليدنا الراسخة و لكنه الثمن الباهظ الذي ندفعه لشراء حريتنا و كرامتنا التي اهدرها انظمتنا المستبدة و للاسف و ليس على يد من نقول عنه بانه عدونا ... و لكن ما نؤمن به الى جانب ايماننا باهمية العولمة و الانفتاح بان عصر الانفتاح و العولمة لا يتناقض و الحفاظ على عاداتنا و تقاليدنا و قيمنا الدينية الراسخة ... و دور المؤسسات التربوية هنا و العائلة و المجتمع يتعاظم و يتحمل كل منهم مسؤوليته في دعوة المنتمين اليه للحفاظ على معتقداته و عاداته.
بالطبع هنالك اشخاص تربويين نذروا انفسهم كما يفعل النشطاء الحقوقيين - لخدمة مجتمعاتهم و شعوبهم ... كل فرد منا يعمل لخدمة مجتمعه من منطلق عمله - و ما زالت و ستبقى عاداتنا و قيمنا الدينية الراسخة قائمة لحين الزوال الابدي و ان خسرنا بعضها و للاسف نتيجة للعولمة ؟؟
امام كل تلك التحديات ان تعتنق الفكر الحر مع صعوبة المحافظة على قيمك و تقاليدك التي تؤمن بها تجد نفسك على الاقل قد تخلصت من الانظمة الديكتاتورية و المستبدة .... على الاقل سيعوضك ذلك الفقدان بالحرية التي طالما افتقدت اليها و اصبحت بمثابة مصطلح نحلم به و نردده و نتخذه شعارا للعمل ..
ان زوال الانظمة الديكتاتورية شيْ حاصل لا بد منه... انها مسالة وقت ليس الا .... انها مسالة تحرك لاستجماع الجهود و القوى ... يمكن القول بان حربا من اجل الحرية و الكرامة قد بدات و لكنها حربا غير تقليدية ... لا ستعمل السلاح هنا ... سلاحها الكلمة و الدعوة الصادقتين ... بدانا نشاهد نماذج رائعة لتلك الاصوات ... محمد الفوراتي و عبدالله الزواري من تونس ... ميشيل الكيلو و كمال اللبواني من سوريا .... ايمن نور من مصر و الكثير الكثير منهم في السعودية و المغرب و الكويت التي استفاقت اخيرا من سبات التضخم المالي الذي اشبع البطون و اصبح بالامكان توجيه سؤال لامير ما .. من اين لك ذلك ؟؟؟؟
رياح التغيير بدات ... لا شيْ ياتي بدون ثمن ؟؟!!! هنالك من يدفع ثمنا لذلك .. من اعتقال و تعذيب و نفي و لكن ذلك مصيرهم المشرف ارتضوا لانفسهم بان يكون الشمعة التي تنير لنا الدرب و الطريق ... هم الجنود المجهولين الذين يحاربون لاجل التغيير نحو استنشاق الحرية و الديمقراطية ... تحية لهم فردا فردا انهم يبذلون جهودا جبارة و يحاربون عدوا شرسا لا يرحم يستخدم السلطة لقمع السلطة الشرعية الحقيقة يملك سلطة التعذيب و السجن ... و لكن ذلك لن يجدي نفعا لانظمتنا الديكتاتورية امام هذه الاصوات و ان قمعنها فما يلبث ان يخرج لهم الف صوت بديل ... انها حركة الاستمرار في الحياة ... انها حرب الحق مع الباطل ... بامكانك ان تسكت شعبا لفترة و لكنك لن تستطيع القضاء عليه نهائيا .
اعتقد شخصيا بان حكامنا العرب المستبدون لو كانوا يملكون ذرة من الفهم و العقل لما استمروا في استبدادهم لسببن
الاول : بانهم بشر بطبيعتهم و مأواهم النهائي حفرة من الارض
الثاني : ان دوام الحال من المحال فلا قوي يبقى قوي و لا مستبد يبقى كذلك و لا ضعيفا يبقى ضعيفا و لو نظروا سريعا للماضي القريب جدا لاتعظوا و فكروا ... ماذا كان يمثل صدام حسين و كيف اصبح ؟؟؟؟ كيف كان حال الشيعة في العراق و كيف اصبح؟
ما اتمناه حقا بان يكون التغيير من قبل انظمتنا المستبدة و ان تكون هي المبادرة لذلك كونها الطرف الاقوى حاليا و ذلك من اللباقة و العرف السياسي ان يبادر الطرف الاقوى بالمبادرة , و ان لا يفرضه المجتمع الدولي عليها فرضا و ان كان ذلك هو المتوقع ؟؟ لا نريد نموذجا اخر للعراق يحصل في بلداننا ؟؟ نتمنى ان يبادر حكامنا الى تغير نظرتهم لشعوبهم و الاعتراف بهم بانهم بشر لهم الحق في المشاركة و العمل و في ابداء الراي .
ايا كان المبادر و ايا كانت وسيلة التغيير فهي قادمة يوما ما ؟؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا لمشاركتكم
ان مدونون من أجل حقوق الانسان ترحب بمشاركاتكم و تشجع عليها و تحتفظ بحقها في نشر او عدم نشر اي تعليق لا يستوفي شروط النشر وتشير الى ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء مدونون من أجل حقوق الانسان وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً. شروط النشر: ان مدونون من أجل حقوق الانسان تشجّع قرّاءها على المساهمة والنقاش وابداء الرأي وذلك ضمن الاطار الأخلاقي الراقي بحيث لا تسمح بالشتائم أو التجريح الشخصي أو التشهير. كما لا تسمح بكتابات بذيئة او اباحية او مهينة كما لا تسمح بالمسّ بالمعتقدات الدينية او المقدسات.